ماليزيا.. والانتخابات الأخيرة

صهيب إدريس |

تولى التحالف الوطني قيادة الدولة الماليزية منذ أكثر من 60 عامًا، عن طريق عدة قيادات أبرزها “أمنو تنكو عبد الرحمن” الذي فاز في أول انتخابات وأسس القاعدة الأساسية للحزب، ثم عُرف بعده بفترة مؤسس النهضة الماليزية “مهاتير محمد” الذي قاد البلاد لمدة 22 عامًا كأطول فترة حكم في آسيا، وتعاقبت بعده حكومة “عبد الله بدوي” إلى أن وصل الحكمَ الرئيس الحالي “نجيب عبدالرزاق” منذ 9 أعوام.

أنشأت المعارضة الحالية تحالفها الأول في 2008 بقيادة السيد “أنور إبراهيم” الذي كان نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للمالية في عهد مهاتير، وهو ذات الأمر الذي دفعه قدمًا للترشح في الانتخابات الماضية 2013 لكنه خسر بفارق بسيط الأمر الذي جعل منه منافسًا قويًّا للتحالف الوطني بقيادة رئيس الوزراء “نجيب عبد الرزاق” في العاشر من فبراير 2015 حكمت المحكمة بالسجن لمدة خمسة أعوام على “أنور إبراهيم” وذلك بعد اتهامه بالتحرش الجنسي.

تولت زوجة أنور إبراهيم السيدة “وان عزيزة” قيادة الحزب المعارض(كأعدلان) طيلة أعوام سجنه، وبقيت السيدة وان وابنتها نورال تناضلان من أجل إكمال مسيرة أنور إبراهيم للإطاحة بحكومة نجيب عبد الرزاق التي كان أصل الخلاف معها هو ضعف كفاءة الحكومة لإدارة البلاد والتدهور الاقتصادي المستمر، بالإضافة إلى تُهم متعلقة بالفساد حول رئيس الوزراء الحالي.

قبل عام من الآن كانت الآراء تتجه إلى أن الحكومة الحالية سوف تستمر لعدم وجود معارضة حقيقة، لكن المفاجأة تفجرت حين أعلن مهاتير محمد أنه سيخرج من التحالف الوطني وسينضم  إلى المعارضة التي ترأسُها “وان عزيزة” زوجة أنور إبراهيم والسبب في هذا التحول هو قناعة مهاتير أن رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق لا يستمع إلى من حوله وسيقود البلاد إلى حال أسوء بكثير ممَّا كانت عليه.

بدأ مهاتير محمد حملته الانتخابية مرشِّحًا نفسه لرئاسة الوزراء، و “وان عزيزة” زوجة أنور إبراهيم نائب لرئيس الوزراء، وأعطى مهاتير للشعب وعودًا بتحسن البلاد حال فوزه في الانتخابات اعتمادًا على خبرته السابقة، كما صرَّح أنه لن يبقى فترة طويلة في رئاسة الوزراء نظرًا لعمره البالغ 92 عامًا، مشيرًا إلى أنور إبراهيم الذي سيخرج من سجنه مطلع الشهر المقبل بعد أن خفَّفت المحكمة فترة عقوبته من5إلى 3 سنوات لحسن سلوكه خلال فترة سجنه.

الأربعاء التاسع من أيار تُتوجُ جهود المعارضة بالفوز بعدد من المقاعد في البرلمان سيخولها بتشكيل الحكومة بنفسها، ويعتبر هذا الفوز بمنزلة النصر التاريخي للمعارضة التي ناضلت منذ 1998.