أصبحت سورية مسرحًا عالميًّا للصراع العسكري والسياسي بين القوى العالمية والإقليمية، وباتت الكرة اليوم في الملعب السوري على أرضه وبين أطفاله ونسائه، وغدا القاصي والداني يعرض بطولاته ويبرز عضلاته على حساب دماء السوريين، حيث تحولت سورية إلى أرض مستباحة الدماء من قِبل دول العالم، فثمة أطراف تشرعن بقاء النظام، وأخرى تنزع شرعيته، وبين هذا وذاك تشابكت المصالح وتعقدت الحلول وتعددت السيناريوهات ويبقى ليبقى المواطن الشعب السوري هو الخاسر الوحيد.
لم يشهد تاريخ العالم الحديث موقفاً دولياً موحداً حيال أي أزمة من الأزمات، بل كان الانقسام سيد المواقف، إذ يعود ذلك إلى اختلاف المصالح السياسة والاقتصادية بين الدول.
نرى اليوم أمريكا والدول الغربية حيال ما يحدث في سورية لافالدول اليوم لا هي مع بقاء الأسد في الحكم، ولا هي مع تدخل عسكري يهدف إلى إسقاطه، ولا هي مع دعم المعارضة المسلحة بالأسلحة النوعية، فلم يكن من مصلحتها إنهاءإذ ليس من مصلحتها إنهاء الحرب في سورية، ولو أرادت أرادوا ذلك لفعلت لفعلوا منذ سنوات لكنها فرصة، ربما لن تتكرر، لتصفية حساباتها الحسابات مع الدول المعادية في الساحة السوريةمع بعضهم وللاستيلاء على ثرواتها الباطنيةعلى أرض سورية، فعلى سبيل المثال ماما دخلت القوات الأمريكية العراق من قبل لتهنئ شعبه بالعيد أو لتقدم به له الهدايا لأطفاله، بل بنت قواعدها العسكرية هناك واستولت على منشآته النفطية، وها هي اليوم في سورية تُعيد أسباب تدخلها في العراق على حدِّ زعمها، فتجتاح سماءها وتطؤ أرضها لتحارب الإرهاب ولتدافع عن حقوق الإنسان ولتستعيد حرية الشعب، وتعيد له ” ديمقراطيته ” المسلوبة!. وفي هذا في الظاهر أما الحقيقة ما فما يعنيها في سورية لا يخرج عن دوافعها الاقتصادية بالسيطرة على الثروات، وتمركزها في مناطق النفط في سورية يؤكد ذلك. عن شيئين: النفط و”إسرائيل”، وما سوى ذلك فإلى الجحيم، أولها الحقوق الديمقراطية للشعب السوري، التي اعتادت أن تشيح بالنظر عن انتهاك أبسطها، وأكثرها بدائية من أجل مصالحها “الرأسمالية” .وما رأينا من تحنانها وإنسانيتها سوى استعار القتل وكثرة الدمار والخراب.
وفي المقابل جاء التدخل العسكري الروسي للحد من تمدد فصائل المعارضة وللاستيلاء والاستيلاء على الساحل السوري الغني بالغاز بالإضافة إلى بسط السيطرة والنفوذ.
إن تدخل الدول المتصارعة على الأرض السورية وفق مصالح اقتصادية وسياسية أمر بدهي، لكن يتبادر إلى الذهن سؤال مهم، هل عجزت هذه الدول في صراعها على أرض سورية عن تجنب دماء السوريين والسباحة فيه؟! هل ولتوصل لأميركا عدة رسائل عجزت هذه الدول عن التفاهم فيما بينها لاقتسام ما يريدونه وأغفلوا إرسالها عن طريق الكل الوسائل و(Email) فاتخذت اتخذوا من دماء السوريين حبرًا لقلمهالما يريدون قوله لبعضهم البعض، ؟! وقتلت ما يزيد عنفي سورية مليون سوري شهيد ما بين رجل وطفل وامرأة ، وهنا يطرح السؤال نفسه ، أما كان بالإمكان أن تأخذ روسيا وأمريكا ما يريدانه من سوريا سورية بمعزل عن دم الشعب السوري؟؟ ؟! أما كان بإمكانهم تصفية حساباتهم بعيدًا عن منازل السوريين السوريين؟!
فالبادي من هذا الصراع أن ظاهره ليس مصالحإن المصالح السياسيسة والاقتصادية هي أمر عارض وظاهر للصراع بين هذه الدولفحسب ، وحقيقته إنما له بعد آخر في التشفي من المسلمين في سوريةا ، فمن أراد تجنب القتل يستطيع تجنبه بطرق عدة عدة، خ،خاصة في ظل التكنلوجيا الحديثة في الدول المتقدمة، لكنهم جاؤوا من أجل القتل -نعم القتل من أجل القتل- لا من أجل المصالح فقطأيضًا، فصواريخ أمريكا ذكية على النظام السوري، تُصيب هدفها بدقة وتدمِّر المنشآت العسكرية للنظام السوري، وترسل من خلالها أمريكا رسائل طمأنة أن الصواريخ بلغت أهدافها دون أي إصابة بشرية للأبرياء! هذه الصواريخ نفسها كانت غبية على أبناء الرقة ودير الزور وكل المناطق التي كان التحالف يقصفها ليل نهار تحت شعار مكافحة الإرهاب، فكانت تدمر بيوت الآمنين فوق رؤوسهم ولا تبقي ولا تذر! لماذا هذه الصواريخ غبية وذكية بآن معًا؟! العلة فيمن يطلقها ويعرف أين وكيف يوجهها والغاية هنا واضحة للإبحار في دماء السوريين..
دفع الشعب السوري دفع ثمنًا لا يمكن وصفه لأجل حريته وجراء تطاحن الدول المتصارعة على أرضه وقد ذهب الشعب السوري فرقًا في الحسابات، دون أن تعني شرعيات المتخاصمين نفسها لتبريد مشاعر الخاسرين لبيوتهم وأمنهم واقتصادهم وحياتهم ،الدول المتطاحنة على أرضه التي وبذلك تكون قد تجردت من ثوب الإنسانية وبانت سوأتها بعد أن كُشفت عورتها وجلبت “العار” لنفسها، فالسِنون الماضية أظهرت الحرب أنها لقتل السوريين وتشريدهم بالدرجة الأولى وخوفهم من امتلاكهم الحرية ثم لأجل مصالح المتطاحنين، ففي ظل التكنولوجيا لا مجال لتبرير القتل وعدم تجنب المدنيين وإراقة دمائهم وتدمير بيوتهم ومشافيهم وتشريدهم، فالصواريخ ذكية، لكن من يطلقها يتغابى. على مدى التاريخ ومر العصور.