“نقيم حالياً في هذا المأوى الجماعي في غرفة واحدة، عائلتي مؤلفة من خمسة أفراد، المشكلة في هذا المكان لا يوجد فيه أمبير ولا لدات ولا مطبخ ولا حمام. أبحث عن بيت للآجار ولو قطعت ثمن آجاره من فمي، لكن لا يوجد بيت آجاره 10 آلاف وهذا ما أستطيع دفعه، فمعظم البيوت آجارها فوق 25 ألفًا، وسوف يأخذ الدلال نصف قيمة الآجار ويجب أن ندفع تأمينًا أيضاً.” هكذا قال أبو أحمد من مهجري دوما.
صحيفة حبر الأسبوعية التقت “أبو أحمد” دلال عقاري في حي الجامعة في مدينة إدلب لسؤاله عن سبب ندرة بيوت الآجار وارتفاع قسطها فأوضح لنا: ” بيوت الآجار قليلة في مدينة إدلب بسبب توافد أعداد كبيرة من المهجرين، أما سبب الغلاء النسبي في قسط البيوت فهو عائد إلى كثرة الطلب وقلة البيوت المعروضة للتأجير، وهناك أشخاص قد يطمعون ويرفعون القسط لكن هذا قليل، صحيح أن هناك بيوت غير مأهولة ومفروشة، لكن لها أصحاب موجودون في المزارع أو القرى القريبة من إدلب، وعدد قليل منهم خارج سورية ومنازلهم مؤمنة عند أقاربهم هنا، ويرفضون تأجيرها حفاظًا عليها.
الدلال لا يستطيع رفع سعر الآجار، فهو وسيط بين المؤجر والمستأجر، فهو يأخذ أتعابه من المستأجر نصف قيمة الآجار، وهناك من يأخذ قيمة شهر كامل، للأسف لا نستطيع مساعدة كثير من الذين يبحثون عن منزل للآجار بسبب قلة البيوت.”
وقمنا أيضًا بزيارة مديرية الإغاثة في مدينة إدلب والتقينا “معتز حفسرجاوي” مسؤول المراقبة والتقييم في مديرية الإغاثة العامة لسؤاله عن عمل المديرية بخصوص تأمين سكن مؤقت للمهجرين وقال: ” بلغ عدد المهجرين من الغوطة الشرقية في ريف حلب الغربي 700 عائلة وضمن مدينة إدلب 2000 عائلة.
نعمل حالياً ضمن خطط الإيواء، وقد استلمنا عددًا من الأبنية المقصوفة وأبنية حكومية، بلغ عددها17 بناء، وهذه الأبنية سوف تعرض على المنظمات لكي تدرس مشاريع لها وتنظم بحيث تكون مراكز إيواء مجهزة للمهجرين.
حالياً عندنا مبنى السكن الجامعي جهزته منظمة الأبرار لسكن المهجرين، ونعمل على تجهيز مبنى الأفران، وبعده مبنى المالية سوف يتم تجهيزه أيضاً.
عملنا نحن في المديرية إشراف وتنفيذ فقط، ونحن ننتظر دعم المنظمات لكي تقوم بمشاريع الإيواء، وقد ساعدتنا لجنة الغنائم في تسليم عدد من المباني الحكومية لتجهيزها لإيواء المهجرين، وقد قدمت منظمة عطاء مشروع استئجار مئة منزل لإيواء المهجرين لمدة ثلاثة أشهر، وقد استلم جميع المهجرين حصصًا غذائية، وسلة ألبسة وسلة منظفات وسلة أغطية وإسفنجات، وقام الدفاع المدني بإيصال المهجرين إلى المكان الذي يريدوه بسياراتهم.”
صحيح أن هناك غلاء نسبي في قسط البيوت، وهناك من يستغل ظروف المهجرين لكي يرفع قسط البيوت، لكن هذا لا يعني التعميم، فثمة الكثير من الذين قدموا بيوتهم أو مزارعهم لإيواء المهجرين، وهذا ليس غريبًا عن الشعب السوري الذي أثبت للعالم أنه شعب حر وكريم رغم كل الظروف القاسية التي مرت به.