“لم يوقفني أي حاجز أو شرطي سير في المناطق المحررة، بل كانوا يسلمون عليَّ باحترام ويقولون لي تفضل شيخ لأن شكلي كان يشبه القادة العسكريين، فأنا أحف شاربي وأترك لحيتي طويلة، وكانت سيارتي الخصوصي مفيَّمة وبلا نمر.” هكذا بدأ أبو جعفر حديثه معنا عند سؤالنا عن تنمير سيارته، يُكمل قائلاً: “لكن بعدما وضعت الفانوس العمومي على السيارة وصار لونها أصفر تغيرت معاملة الحواجز والناس معي، فأوراق السيارة ضائعة وهي الآن مصدر رزقي الوحيد، منذ فترة وُزعت علينا بلاغات لكي نذهب وننمر السيارات التي لا تحمل نمرًا، لكنني لم أذهب لأن التنمير يحتاج إلى رسوم ومبالغ مادية وأنا لا أستطيع دفع هذه الرسوم، لأن دخلي اليومي لا يتجاوز 1500 ل.س وبيتي آجار وكل شيء غالٍ، لكن إذا كان التنمير مجانيًا فإنني سوف أنمر”.
يقول أبو غيث صاحب سيارة تكسي عمومي منمرة من إدلب: “تنمير السيارات مفيد جداً للبحث عن الذين يقومون بتفخيخ السيارات والخطف ومن أجل معرفة السيارات المسروقة أيضاً، ويجب أن تكون هناك مخالفات رادعة لأن السائقين وخاصة الدرجات النارية لا يُضبطون إلا بقوة القانون الحازم.
النظام الفاسد مع كل سوئه كان يضبط أمور السير وكان جميع السائقين يخافون من المخالفات والحجز، لكن اليوم يوجد فوضى كبيرة ومعظم السيارات تخالف وبلا نمر، فترى السائق يقف في وسط الشارع ليكلم صديقه.”
التقت صحيفة حبر مع أبي خالد عنصر من شرطة السير في منطقة دوار الساعة وقال: “يوجد كثير من السيارات غير المُنمرة نحن لا نخالفها ولا ندقق بأوراقها ولا يوجد عندنا دفتر مخالفات لأنه ليس من صلاحياتنا مخالفتها حالياً، نحن وزعنا ملصقات على جميع السيارات من أجل مراجعة مديرية النقل لتنمير السيارات غير المنمرة ضمن وقت الإنذار المحدد”.
وقد قمنا بزيارة مديرية النقل والتقينا مع مديرها م. عبد القادر هرموش وقال: “بدأ العمل بالتنمير منذ بداية افتتاح مديرية النقل بتاريخ 8/8 /2015 حتى اليوم وقد سجلنا 800 سيارة من مختلف الأنواع من سيارات سياحية السيارات ودراجات نارية وجرارات، لكن كان الإقبال ضعيفًا، وقد يستمر هذا الوضع إذا لم يكن هناك تعاون بين شرطة السير والحواجز المنتشرة حول مدينة إدلب. أكثر من ثلث السيارات في مدينة إدلب غير منمرة وهناك أشخاص يزيلون النُمر من السيارات خوفاً من سرقة النمر النظامية، و95% من الدراجات النارية غير منمرة أيضاً، المشكلة في عدم إقبال الناس على التمير هو قلة الوعي، المفروض على صاحب السيارة أن ينمر حتى يحافظ على حقه من الضياع أو السرقة وفي حالة إثبات الملكية عند بيعها أيضاً.
شرطة السير حالياً لا يخالفون السيارات غير المنمرة وخلال التباحث مع الداخلية في هذا الموضوع تم إعطاء مهلة لأصحاب السيارات لتسجيل سياراتهم على أن يتم البدء بمخالفة كل من لم ينمر سيارته خلال الشهر السادس وننتظر من شرطة السير والداخلية تنظيم هذا الأمر،
وقد أعطينا مهلة بالتنسيق مع الداخلية للسائقين حتى أول الشهر السابع بسبب العيد كفرصة أخيرة لمن لم ينمر، وسوف تبدأ المخالفات بعد أول الشهر السابع، وينطبق قانون التنمير على السيارات والدرجات النارية أيضاً.
تكلفة التنمير مقبولة وليست كبيرة بالنسبة إلى الدراجة النارية مبلغ 6آلاف كتسجل أول مرة ثم يكون الرسم السنوي 200 ل.س وتكلفة تنمير السيارات بحسب سنة الصنع وسعة المحرك، إذ تبدأ من مبلغ 15000 إلى 25000 تقريباً ثم يدفع كل سنة أقل من نصف المبلغ وتنمير الفانات يكلف 35000 تقريباً”.
التنمير ضرورة ملحة للحد من حوادث التفجير والخطف والسرقة، ويجب أن يكون هناك تعاون وثيق بين مديرية النقل ومديرية الداخلية والحواجز الموجودة حول إدلب لوضع خطة لتنمير جميع العربات دون استثناء مع مراعاة الظروف المادية للنازحين خصوصاً، وإلا فإن الوضع المروري السيء سوف يبقى على ما هو عليه.