لقد أثبتِ المشروعات التنموية نجاعتها في الحدِّ من نسبة البطالة وتحسين اقتصاد المناطق المحررة على عكس المشروعات الإغاثية التي تهدف إلى تأمين قوت المواطن دون أي انعكاسات مستقبلية إيجابية على المجتمع السوري واقتصاده.
مشروع فرصة الذي أطلقته منظمة بنيان بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم على إعادة تأهيل المنشآت الصغيرة المتضررة في ريف حلب الشمالي، ويهدف إلى الانتقال من الإغاثة إلى التنمية للخروج من ثقافة الاستهلاك إلى الإنتاج مما يؤدي إلى اعتماد المجتمع على نفسه بدلاً من الاعتماد على المنظمات الداعمة، وذلك عن طريق دعم القدرات الفردية والتأهيل المهني وبالتالي دعم الاقتصاد المحلي عن طريق تأمين فرص عمل وتدعيم المهن الضرورية.
يمرُّ المشروع بعدة مراحل تبدأ من تقديم الطلبات حتى توزيع المنح العينية مروراً بالتحقق من المستفيدين المطابقين للشروط، وتنظيم دورات تدريبية لصقل الخبرات وتنمية المهارات.
أما معايير القبول في المشروع فهي أن يكون عمر المتقدم بين 18 و50 عاماً، وأن يملك خبرة ومهارة في إدارة مشروعه الذي يطمح لتطويره أو إعادة تأهيله بعد تضرره في الحرب، كما يشترط ألا يملك المتقدم مشروعاً تجارياً آخر.
ويشجع (فرصة) الأفكار الإبداعية وذوي الاحتياجات الخاصة والعائلات التي فقدت المعيل إضافة إلى النساء للتقدم إلى المشروع لتأمين حياة كريمة أساسها العمل والإنتاج.
وتؤكد منظمة بنيان أن المشاريع ستوضع تحت رقابة فرق المراقبة والتقييم كما ستتم متابعة المشاريع من قبل لجان متابعة وكشف دوري بعد التمويل ويمنع أن تتعارض المشاريع مع قيم ومبادئ حقوق الإنسان لا سيما عمالة الأطفال.
صحيفة حبر التقت السيد يحيى فتال المنسق ضمن المشروع الذي قال:” أنهينا المرحلة الأولى من المشروع وهي مرحلة تقديم الطلبات وشارفنا على إنهاء مرحلة التحقق من المستفيدين، ونعمل حالياً على إعداد برامج تدريبية لتطوير قدرات المستفيدين في مجال إدارة المشاريع الصغيرة”
أين سيتركز المشروع؟ وهل توجد خطة لزيادة انتشاره؟
“سيكون المشروع في ريف حلب الشمالي تحديداً في مارع وصوران وأعزاز، ولا يوجد حالياً خطة لإقامته في مناطق أخرى”
ما العقبات التي تواجهكم؟ وكيف سيتم توزيع الفرص؟
“تواجهنا عقبة وحيدة هي قلة عدد الفرص التي يقدها المشروع مقارنة مع الأعداد المحتاجة لفرصة عمل ضمن المشروع. فرص القبول في المشروع ستوزع على ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والنازحين حسب طبيعة كل منطقة إضافة إلى أولوية أصحاب الخبرة والمهن الضرورية للمجتمع.”
صحيفة حبر التقت عدداً من المتقدمين للمشروع منهم (أحمد الحسن) والد المتقدمة ريم “زوجة شهيد” الذي قال: “تقدمت ابنتي بمشروع للعمل (مصففة شعر) كي تساعد نفسها على تحمل متطلبات الحياة بعد استشهاد زوجها”
كما التقت صحيفة حبر زوج المتقدمة (سهير الخطيب) الذي عبر عن أهمية الفرصة التي نالها بقوله: “إنني موظف وراتبي لا يكفيني، لذلك تقدمت زوجتي بمشروع خياطة وهي مهنتنا التي كنا نعمل بها قبل نزوحنا من قرية (حربل) بعد دخول داعش ولم نستطع أن نخرج معنا الأدوات والآلات ونتمنى أن يتم الموافقة على مشروعنا لزيادة الدخل وتأمين مستوى معيشي أفضل”
“ويسي حجازي” أحد المتقدمين من ذوي الاحتياجات الخاصة: “كان مشروع صيانة الموبايلات الذي قدمته حلماً بالنسبة إلي ومن خلاله أستطيع أن أقف إلى جانب أسرتي والاعتماد على الذات دون حاجة أي مساعدة من الآخرين”
ويعدُّ مشروع فرصة خطوة في طريق إعادة تأهيل الريف الشمالي الذي تضرر كثيراً في سنوات الحرب وشهد المشروع إقبالاً واسعاً، إذ تقدم له في مارع 405 طلباً بينهم 100 امرأة و89 من ذوي الاحتياجات الخاصة، في حين تقدم في صوران 287 طلباً بينهم 71 عاطلاً عن العمل، كما تقدّم 122 نازحاً من 251 طلباً في أعزاز.
وتساهم هذه المشاريع في التخفيف من الأوضاع المأساوية التي تعيشها الفئات ذات الدخل المحدود من المهجرين والنازحين والفقراء كما تؤدي إلى تفعيل دور ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء داخل المجتمع ناهيك عن التقليل من نسبة البطالة وعمالة الأطفال.