شكلت الانتخابات الرئاسية التركية منعطفاً مهمًا بالنسبة إلى السوريين القاطنين على الأراضي التركية وبالنسبة إلى القضية السورية، فضلاً عن أهميتها للشعب التركي وتركيا.
وكان السؤال لدى جميع السوريين في الأراضي التركية قبل وأثناء الانتخابات: “ما مصيرنا إن فاز أحد المرشحين غير أردوغان؟”
صحيفة حبر استطلعت آراء بعض الناشطين والتجار في تركيا، يقول الناشط الإعلامي (طارق خوام): “بالنسبة إلى موضوع التجار السوريين في تركيا فقد كان الجميع لديه تخوف من الانتخابات، لأن جميع الناخبين كان هدفهم السياسي الأول إخراج السوريين من تركيا وإعادتهم إلى أراضيهم، ما ولد تخوفًا لدى الكثير من التجار، بالمقابل رأينا تجارًا حولوا أموالهم إلى الليرة التركية دعماً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والليرة التركية، وأذكر أن أحد السوريين قام بتحويل ما يقارب 40 ألف دولار أمريكي إلى عملة تركية.
بشكل عام كان أغلب السوريين يراقبون نسبة الانتخابات أكثر من أسهم البورصة، لأنه لو فاز أحد المرشحين الانتخابيين غير أردوغان لكان مصير السوريين غامضًا.”
بدوره يقول (سامر حجازي) أحد التجار في تركيا: “في فترة الانتخابات شُنّت بعض الحملات الإعلامية والإعلانية من قبل مرشحين غير حزب العدالة والتنمية على السوريين الموجودين في تركيا وقال البعض منهم: إنه سيقوم بإعادة السوريين إلى الأراضي السورية، وأصبح كل مرشح يضع ضمن برنامجه الانتخابي (السوريين في تركيا)، وهنا بدأ الخوف بالنسبة إلى التجار، وكان حديثهم إن فاز أحد المرشحين غير أردوغان ما مصيرنا وأموالنا وتجارتنا؟ إنً مجرد التصريح بذلك خلق تأثيرات سلبية على التجار، ففترة ما قبل الانتخابات كانت في رمضان، وأغلب التجار خسروا بتجارتهم، لأنه شهر رمضان يعد موسمًا والمبيعات ترتفع به، لكن الانتخابات أثرت بشكل كبير على تجارة السوريين، والأغلبية منهم قاموا بسحب بضائعهم من الأسواق خوفاً من الانتخابات.”
بدوره يقول الباحث بشؤون السوريين في تركيا (أنس مصطفى) لحبر: ” ليس من السهل طرد ذلك العدد الكبير من الناس ، إذ يوجد في تركيا 3 مليون و700 ألف سوري تقريباً بحسب دائرة الهجرة في العاصمة أنقرة، وثمة عدد كبير منهم يمتلكون أذون عمل وإقامات سياحية وإقامات طلاب، لكن الخطر على من يحمل هوية اللاجئ “كملك” والناس الموجودة في المخيمات، ومع ذلك يوجد اتفاقيات بين تركيا والأمم المتحدة بالنسبة إلى استقبال اللاجئين السوريين على أراضيها كانت ستقف عائقًا أمام المرشحين السابقين للرئاسة التركية في تحقيق غايتهم بطرد السوريين، وإن كانوا سيقومون بذلك فإن الأعين ستكون على من يحملون هوية اللاجئ والطبقات الفقيرة، وحينها إما سيقومون بتسفيرهم بشكل مباشر أو إعادتهم إلى المخيمات.
برأيي في المستقبل سيقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتسهيلات كثيرة للسوريين، بحيث سيقوم بمنح الجنسية التركية لأكبر عدد ممكن من السوريين، فضلاً عن إعفاء السوريين حالياً من كافة الضرائب التي تأتي للأتراك.”
بشكل عام فإن الأغلبية من التجار أوقفوا عملهم قبل وأثناء الانتخابات وحتى بعدها بفترة قصيرة، وكان قولهم إن الأمر غير مستتب، والمصير غير واضح، لكن فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالرئاسة التركية أزاح قدرًا كبيرًا من التوتر والخوف والهم عن قلوب السوريين كافة في تركيا.