بعد فترة وجيزة من إلقائه محاضرة بعنوان: “تكريس ثقة الجمهور بالشرطة!” التي كانت نذير شؤم عليه عندما حاضر “بالعفة” فقبض عليه بفساد، اعتقل نظام الأسد اللواء هشام تيناوي، بعد فضيحة فساد ضربت أركان داخليته، تبيّن فيها أن المحاضر بثقة “الجمهور بالشرطة” متورط بقضية فساد مالي بلغت حوالي مليارين من الليرات السورية.
واللواء تيناوي، شغل سابقاً منصب مدير فرع الإنتربول في سوريا، فضلاً من أنه عيّن أواخر شهر أيار/مايو الماضي، رئيساً للجنة تنسيق العلاقة بين داخلية الأسد ووزارة عدله ونقابة محاميه. ويشغل منصب مدير الإدارة والتنظيم في داخلية النظام، وهو منصب مرتبط مباشرة بشؤون الضباط وتنقلاتهم ووضعياتهم الوظيفية.
وظاهرة “مكافحة الفساد” المستجدة لدى نظام الأسد، في الآونة الأخيرة، سببها مسعى من موسكو، لتلميع صورة النظام وتحسين سمعته، خاصة وأن جميع المتورطين بقضايا فساد في سوريا، هم إما مسؤولون حكوميون عينهم الأسد شخصيا، أو أقرباء له، كأشهرهم ابن خال الأسد، رامي مخلوف.
واهتزت صفحات أنصار النظام السوري، منذ يومين، على خبر اعتقال اللواء تيناوي والذي يعمل مديرا لمكتب وزير داخلية الأسد، اللواء محمد الشعار الذي سبق له ونجا في عملية تفجير ما يعرف بمكتب الأمن القومي في سوريا عام 2012، والتي أدت إلى مصرع وزير دفاع الأسد، وصهره اللواء آصف شوكت، وأحد معاونيه وهو العماد هشام بختيار.
ويشار إلى أن صاحب محاضرة “ثقة الجمهور بالشرطة” والتي ألقاها في معهد تدريب شرطة داخلية الأسد، ليس متورطاً فقط في قضية الملياري ليرة سورية المختَلسة من مخصصات أفراد قوى الأمن، بل يبدو أنه متورط أيضا بقضايا شركات الصرافة، تبعاً لما ذكره موقع “سوريا فساد في زمن الإصلاح” لدى تناوله مصير تيناوي، وبأنه رهن الاعتقال والتحقيق، الخميس، حيث قال إن اللواء تيناوي يقبع الآن في سجن عدرا المركزي، بقرار من قاضي التحقيق، على “خلفية قضية شركات الصرافة”.
ويبدو أن القضية هزّت وزير داخلية الأسد نفسه، خصوصا أن شائعات سرت عن تغيبه عن جلسات حكومية، فأشار موقع “سوريا فساد..” إلى أن الشعّار على رأس عمله، إلا أنه أعاد تذكير أنصار الأسد بقضية تفجير مبنى الأمن القومي عام 2012، والتي نجا منها بأعجوبة، فنقل عنه قوله: “من لم تهزمه محاولات الاغتيال لن تهزمه الشائعات” في رد منه على شائعات تحدثت عن إقالته أو أن له يداً بتورّط مدير مكتبه اللواء تيناوي.
المصدر:بلدي نيوز