بعض الأشخاص لا يستطيعون بدء يومهم دون السماع لفقرة الأبراج الصباحية أو قراءتها على صفحات الفيس بوك وغيرها، ومنهم من ينعزلون يوماً كاملاً لأن التوقعات تكون ضدهم.
ماهي الأبراج؟! تُعرّف الأبراج الفلكيّة بأنّها عبارة عن تقسيمات لمسارِ الشمس أو كما تُعرف باسم دائرة البروج، كما قيل إنها تقسم إلى اثنا عشر قسماً متساوياً.
ودائرة البروج: هي الدائرة التي يمرّ فيها كلٌّ من الشمس والقمر والكواكب الثمانيّة.
وعن طريق تقسيم هذه الدائرة يصبح لدينا اثنا عشر برجاً فلكياً، وتمّت تسمية هذه الأبراج بأسماء الحيوانات أو الشخصيات الأسطوريّة والدينيّة القديمة.
وهذه الأبراج بالترتيب هي: “الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، العذراء، الميزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو، وبرج الحوت”.
إن هذه الأبراج موجودة وأقسم الله تعالى بها “والسماء ذات البروج ” فهي منزل للشمس والقمر، لكن الشعوذة بها حولتها إلى علمٍ خاطئ ومحرم، حيثُ قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلم: “من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر”
من اكتشف الأبراج؟!
رغم أن أوروبا أخذت الأبراج الفلكية عن الإغريق والرومان إلا أن أصلها يرجع إلى عهد بابل قبل 3000 سنة، حيثُ حاولوا رسم الأشكال التي تُشكلها كل مجموعة من النجوم المتقاربة، إلى أن وصلوا إلى تلك الأبراج، وبعض الدراسات تقول: إنهم كانوا غير دقيقين في تقسيم السماء، وتجاهلوا برجًا كاملاً (حامل الثعبان) وهو البرج الثالث عشر، ولأن السنة في تقويهم 12 شهرًا حذفوه.
“كذب المنجمون ولو صدقوا” الكلمات البليغة تلك تُلغي جميع التعاريف الفلكية للمنجمين نهائياً؛ لأنها أكاذيب وإن كانت لا تخلو من الصحة، ففي صحيح الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً”
لقد أصبح الناس بشكل عام يرتبطون بصفاتٍ معينة يحبُ الأغلبية أن يتصفوا بها فعلى سبيل المثال فإن برج السرطان يشغفُ في مساعدة الناس وحنون، وبعد تجربة أجراها جيمس راندي أثبتت أن معظم الناس يتفقون مع أي شيء يُقال عن شخصياتهم.
فلم تكن تلك الأبراج سوى جهل وأكاذيب وتنجيم، وهي ظاهرة انتشرت كثيراً وذلك يعود إلى فراغ القلب من الإيمانِ، حيثُ يكون مستعداً لاستقبال كل المعتقدات الفاسدة.
فعندما يضيقُ الأفق في نظر الناس، وصادف منهم فراغاً روحياً دفعهم للتعلقِ بأي شيء ظانين أن فيه الخلاص والنجاة، والتسلية أيضاً.
رغمِ أننا نعيش في عصر حضارة وتقدم علمي، إلا أن الناس قد تفشَّت فيهم هذه المعتقدات الفاسدة، لذا يجبُ علينا الحذر من إمكانية التعود عليها حتى وإن كانت مجرد تسلية في البداية فقد نصبح مدمنين عليها.
فلنبدأ يومنا بالتوكل على الله في الخططِ المستقبلية بعيداً عن تأثيراتٍ جانبية أخرى.