في بداية العام الماضي بدأ “أبو عادل السوادي” مشروعه الذي يعدُّ الأول من نوعه في المناطق المحررة وهو اعتماد السماد العضوي بدل السماد الكيماوي عن طريق استيراد دودة أرض من تركيا تسمى”red wiggler” وهي دودة أجنبية تعيش في غابات روسيا والمناطق الباردة.
قال أبو عادل في حديث لصحيفة حبر: “منذ 9 أشهر بدأت العمل على المشروع، وقمت باستيراد ما يقارب خمسة آلاف دودة وهي كمية صغيرة، لكنها الآن وصلت إلى مرحلة التكاثر ليصبح عددها مئتي ألف دودة، وهي تعيش فوق الأرض على عكس الدودة التي تعيش تحت الأرض المعروفة عندنا وتُستخدم لتهوية التربة، وليست موجودة في سورية بسبب عدم توفر المناخ الملائم لها وأُعد الوحيد في المنطقة الذي أعمل بها.”
وأشار السوادي إلى أنه خلال تجوله في عدد من الدول الأجنبية والعربية كالصين والخليج وشرق آسيا والهند وزيارته لمزارع كثيرة تقوم بتربيتها واطلاعه على فوائدها وأهميتها آثار هذا المشروع اهتمامه وبدأ بالبحث عنها حتى طلب من صديقه التركي السفر إلى حدود روسيا لإحضارها له.
كما نوه السوادي إلى الصعوبات التي واجهها خلال إخراجها من تركيا إضافة إلى بعض الصعوبات في تأمين الجو المناسب لها من رطوبة وبرودة وحموضة، بسبب عدم توافر الكهرباء لذلك يستعين بالمراوح والمكيف الصحراوي عن طريق الطاقة الشمسية.
وتابع أبو عادل أن تربيتها ليس بالأمر الصعب إلا أنها تحتاج إلى المتابعة، وغذاؤها متوافر بكثرة وبأسعار زهيدة، فهي تتغذى على روث الحيوانات كالأحصنة والحمير والأبقار وبواقي الخضار والكرتون ونشارة الخشب كمادة أساسية لاحتوائهما على الكربون.
وأوضح أن الهدف الرئيس من تربيتها أنها تنتج سمادًا يعدُّ بكتيريا نافعة، أي أنه يتوفر الملايين من البكتيريا النافعة في كل كيلو غرام من السماد، فـعند وضعه في الأرض وللأشجار يقوم بتحليل جميع المواد غير المتحللة في التربة.
أما بالنسبة إلى أهميتها فهي تحمي جذور الأشجار والخضار من التعفن الذي يصيبها، ويعطينا هذا السماد خضارًا وفواكه خالية من المواد المسرطنة، إضافة إلى طعم وخضرة وشكل الثمار، كما تحافظ على الري لمدة طويلة وزيادة الإنتاج في وقت قصير، فتعادل كل سنة عن خمس سنوات عمَّا تعطيه باقي الأسمدة، وتفيد الأرض بإعادة البكتيريا النافعة لها التي قتلناها بالأسمدة الكيماوية، وتقوم أيضٍا بقتل البكتيريا الضارة التي تنتقل للأشجار ومنها للفواكه والخضار ومنه إلى الإنسان وتسمى هذه البكتيريا بـ “الأسولاجين” ويسمى بـ أوروبا لكثرة فوائده” بالذهب الأسود”.
وأكد أنه بإمكان المزارع الاحتفاظ بخضرته طازجة لأسبوع كامل كأنها قطفت للتو، حيث قام بإنتاج سائل منه يسمى ” فيرمتي أو شاي الفيرمي” برشه على الأوراق والغصون إذ يعدُّ مقويًا للأشجار، وقريبًا سيعمل على توزيع السماد بأسعار المواد الكيماوية تشجيعًا منه للمزارعين على استخدامه وسوف يلاحظون مفعوله مباشرة.
موضحًا أنه بانتشار تربية هذه الدودة نستطيع القضاء على عدة أمراض كالسرطان وأمراض الكلى التي تنتقل لنا عن طريق الأغذية غير الصحية التي سببتها الأسمدة الكيماوية.
يقول أبو عادل إن نسبة نجاحه في هذا المشروع 90% إن لم تكن 100% حيث إنه لم يكن على معرفة بعدة أمور ككيفية تحلل الغذاء لولا تواصله مع بعض الأصدقاء في مصر من المختصين في تربيتها وكل شهر يزداد الإنتاج عن الشهر الذي قبله، فـمثلاً إذا بدأنا في طن من الإنتاج يصبح الشهر الذي يليه 2طن من الإنتاج والذي يليه 4 طن يتضاعف إنتاج السماد كلما كثر الدود ومن الممكن الوصول إلى مرحلة تنتج فيها كل يوم طن من السماد.
مشيرًا إلى أن الـ “RED WIGGLER “تتكاثر أربع مرات في الشهر وكل أسبوع تعطي شرنقة تحتوي على دودتين وبعد خمسة عشر يومًا تفقس الشرنقة أي تتضاعف في السنة إلى مئة ضعف، ويعدُّ هذا السماد مطلوبًا بشكل كبير ولا يغطي 1% من الطلب العالمي.
تعدُّ فترة الصيف الأصعب بسبب ارتفاع درجات الحرارة رغم وجود المراوح والمكيفات إلا أنها قد تصل إلى ما فوق 32 درجة وفيها يقل التكاثر والإنتاج على عكس الشتاء مهما انخفضت الحرارة لا يؤثر عليها.
وختم السوادي ما أتمناه الآن أن تعميم فكرة إنتاج السماد العضوي في أنحاء البلاد كافة ليس بالضرورة الآن، لكن يمكن أن نورثه إلى الجيل القادم، فالمهم أن نبدأ لأنه بعد ثلاث سنوات من استخدامه ستغني المزارع عن استخدام الأسمدة مدى الحياة.