مشروع جديد لتسهيل اندماج السوريين بين أهل المدينة والمهجرين قسرًا ضمن جلسات وأنشطة متنوعة، سعيًا لمعرفة الحقوق والواجبات الملقاة على الجميع، فهل بهكذا مشاريع نحصد نتائج متوقعة نحو الاندماج، ونغير بعض عاداتنا لتتناسب والبيئة الحالية؟
مشروع (جسور التواصل) كان بالتعاون بين راديو ألوان ومنظمة شباب الغد السوري وبرعاية منظمة صحافة حرة بلا حدود، حيث دعوا لحضور اجتماع جماهيري لتسهيل اندماج المهجرين قسرًا لزيادة التقارب بين الأهالي، وذلك في منتدى بوابة إدلب بمدينة سراقب وكانت الجلسة الثانية منه مخصصة للنساء فقط.
شمل اللقاء جلسات حوارية تخللتها مجموعة أنشطة تركزت حول ملاحظة نقاط التشابه والاختلاف بين المجتمعين، والتعرف على العادات والتقاليد الخاصة بكل مجتمع، وآلية تنظيم نشاطات للتعرف على المجتمع الآخر لـكسر الجمود والحاجز الجليدي بين مكونين من الشعب السوري كلاهما عاش الظروف نفسها.
بدأ الجلسة الأستاذ (عبد الله الحافي) من منظمة شباب الغد السوري، حيث تحدث عن حالة المهجر السلبية بين أهل البلدة، فبمجرد وجود إساءة من شخص مهجر ما يُعمم الموضوع على الجميع والعكس صحيح بالنسبة إلى أهالي المدينة، وأضاف: “جلستنا هذه لكسر الجمود وإزالة الحاجز الجليدي، نقدم فيها مفتاحًا ليتشجع كل شخص ويزور جاره، فمثال استضافة أهالي قلعة المضيق لمهجري الغوطة أنساهم متاعبهم خلال (36) ساعة بالباصات، وقدموا لهم المنازل مجانًا رغم أن أغلبهم مستأجرون.” وأكد أن وجود خريجين وأساتذة التزموا منازلهم وابتعدوا عن الناس والمجتمع المحيط أدى إلى عدم الاستفادة من خبراتهم، وقللوا إمكانية إيجاد فرص عمل لهم، إذ إن الاجتماعات والتفاعل مع المجتمع الجديد يُعرِّف المجتمع عنك وعن قدراتك فيزيد الاندماج والنفع.”
صحيفة حبر التقت مدير المشروع الأستاذ (ياسر الصوفي) من راديو ألوان الذي حدثنا عن المشروع بقوله: “ينقسم المشروع إلى ـثلاث أنشطة، وهو عبارة عن جلسات حوارية وثمان حلقات إذاعية، فالنشاط الأول حول الحقوق والواجبات، حيث نُوقشت بشكل مفصل مع عدد من الشخصيات المختصة وقدموا شروحات مفصلة للتعرف على المهام التي تقع على عاتق المهجر والمقيم، وخرجنا من الجلسة بمجموعة مقترحات أهمها إنشاء مكتبة إلكترونية لتوثيق ثبوتيات السكان المهجرين لمعرفة عددهم وفق هوياتهم الشخصية ووضعها على الموقع للتمكن من الرجوع إليها بأي وقت خوفًا من الضياع واتلاف هكذا وثائق، وأما الجلسة الثانية خُصصت لحضور نسائي، حيث دار الحديث عن اندماج المجتمعين (الضيف والمُضيف) وتطوير العلاقات بينهما وتعزيزها، سنجتمع الخميس القادم بجلستنا الثالثة لنتحدث عن القانون رقم /10/ تحديدًا وكيف نتساند لنتجاوز مخاطره، فالمهجر لا يستطيع المراجعة لأنه مطلوب أمنيًّا، والقانون يعدُّ مصادرةً للملكيات بطريقة شرعنها النظام وبشكل غير مباشر، وهو مُحرم ضمن القوانين الدولية، وسنجتمع لنوضِّح هذا الحق وما الإجراءات التي يمكن اتخاذها.”
وتحدث أيضا الأستاذ ياسر عن الأنشطة بالجانب الإذاعي: “خصصنا ثمان حلقات في كل أسبوع حلقتان أيام الأحد والأربعاء ضمن برنامج(أكرك عجم ) الساعة السادسة وكل حلقة نصف ساعة نلتقي فيها بمن حضر النشاط سواء كان مقيمًا أو مهجرًا ليتمكن الذين لم يحضروا هذه النقاشات من معرفة مجريات الجلسات فيتفاعلوا ويقدموا مقترحاتهم لنتناقش بها”.
السيدة (عفاف مشع) من مهجري الغوطة قالت: “كان حوارنا حول الاختلاف بين العادات والتقاليد فيما بيننا وعن الفروقات البسيطة التي تأقلمنا معها بسرعة”.
والتقينا السيدة (حسناء تمرو) من مدينة سراقب التي تحدثت عن الجلسة بقولها:
“جلستنا مهمة، أعادتنا إلى الطريق الصحيح، وتعرفنا من خلالها على قسم من النساء المهجرات، وحاولنا فيها كسر تخوفات المهجرين الوافدين الذين سيعيشون معنا، وبالتالي سيتأقلموا مع الحياة الجديدة لنكون أصدقاء نعمل معًا، فأزلنا القيود واتفقنا على عدة مخرجات منها إقامة جلسات قادمة للحوار عن مشاكلانا وإيجاد الحلول المناسبة بتعاوننا ومشاركة بعضنا بمشاريع عمل جديدة وتشكيل فريق من الطرفين المقيمين والمهجرين قسريًّا الذين تم إقصاؤهم لتعزيز روح التفاعل والنشاط فيما بيننا لنواجه ونبني من جديد.”