بعد انتظار دام ستة أعوام، بدء أهالي داريا بالتوجه نحو مدينتهم لاستئناف العيش تحت ركام منازلهم، عقب إعلان النظام فتح باب العودة للأهالي دون شروط مسبقة.
وأعلن المكتب التنفيذي لمدينة داريا بريف دمشق الغربي عن افتتاح معبر لدخول أهالي المدينة إلى منازلهم ابتداءً من يوم أمس الثلاثاء ٢٨ أغسطس/آب عبر طريق المتحلق الجنوبي-دوار الباسل، دون التنويه إن كانت عملية الدخول للاستقرار داخل المدينة أم لاستطلاع أوضاع المنازل فقط.
ونشرت وكالة سبوتنيك الروسية مقابلة مع رئيس بلدية داريا “مروان عبيد” قال فيها: “إن أكثر من ٥ آلاف شخص عادوا إلى منازلهم في المدينة، بعد إزالة السواتر الترابية وفتح الطرق وتنظيفها من مخلفات الحرب والألغام وعودة الخدمات إليها.” مشيراً أن محافظة ريف دمشق بدأت بمرحلة ترحيل الأنقاض وفتح طرقات المدينة مطلع العام الجاري، عقب تخصيص مجلس الوزراء التابع للنظام مبلغ ٣٥ مليار ليرة سورية لإعادة تأهيل المدينة.
وأفاد مصدر من أهالي المدينة رفض ذكر أسمه لأسباب أمنية لـ “صحيفة حبر” أن قوات النظام منعت دخول السيارات الخاصة والعامة من دخول المدينة، مشيراً إلى أنها عملت على تجميع الأهالي بالقرب من المتحلق الجنوبي واقتيادهم سيراً على الأقدام للمنطقة ما بين دوار الباسل ودوار الزيتونة شرقي المدينة.
وأضاف المصدر أنهم التقوا بمحافظ ريف دمشق “علاء إبراهيم” وسط حفل أقامته قوات النظام لرفع العلم فوق مباني المؤسسات الحكومية في المدينة، لافتاً أن الأهالي تلقوا توجيهات من المحافظ بالخروج من المدينة قبل الساعة الخامسة مساءً، على خلاف ما نشره أعضاء المجلس البلدي بين الأهالي قبل يوم واحد فقط.
وبحسب المصدر فإن بلدية داريا أنهت تجهيز مربع واحد من المدينة فقط، يضم مناطق دوار الباسل والكورنيش، والكورنيش الجديد وساحة شريدي ودوار الزيتونة وشارع البلدية وحارة الخولاني والخليج وشارع الثانوية العامة، يحوي قسم الشرطة والمحكمة والبلدية ومقسم الهاتف ومدرستين، في منطقة لا تتسع لأكثر من ٤٠ ألف شخص فقط، لافتاً أن معظم شوارع المنطقة ما زالت مغلقة بالسواتر الترابية حتى اللحظة.
وبيَّن الناشط “وائل عبد العزيز” أحد أبناء مدينة داريا لـ “صحيفة حبر” أن دخول المدنيين إلى المدينة كان للاحتفال الذي أقامه النظام قرب دوار الزيتونة، والتغطية الإعلامية لدخول الأهالي، وذلك بهدف تغيير صورة النظام داخلياً وخارجياً وإبعاد تهمة جريمة التغيير الديموغرافي التي اتبعتها في عدة مناطق سورية من جهة، وتثبيت إنجازاتها العسكرية لدفع المجتمع الدولي نحو إعادة اللاجئين لبدء إعادة الإعمار من جهة أخرى.
وأشار “عبد العزيز” إلى أن أكثر من ٨٠ % من مدينة داريا مدمر بشكل كامل، وأنها تفتقر إلى البنى التحتية وإلى مؤهلات العيش حتى الآن، وأن الجميع يعلم ادعاءات المكتب التنفيذي الكاذبة حول ملف إعادة الأهالي إلى منازلهم.
وشهدت مدينة داريا نزوحاً هو الأكبر في سورية في ٢٥ أغسطس/آب ٢٠١٣ بعد مجزرة ارتكبتها قوات النظام راح ضحيتها الآلاف من أبناء المدينة حتى باتت شبه خالية من السكان البالغ عددهم ٢٢٥ ألف نسمة حسب إحصائيات النظام عام ٢٠٠٧.
ووقعت تحت سيطرة قوات النظام بالكامل في ٢٥ أغسطس/ آب عام ٢٠١٦ عقب اتفاق أنهى معارك دامت قرابة ٤ أعوام، وقضى بتهجير الأهالي المتبقين فيها آنذاك نحو الشمال السوري.