تحقيق : بيبرس الأرمنازيتقوم بعض المراكز الإغاثية في ظل الثورة السورية، في الداخل الحلبي بالعمل على تطوير نفسها بما يخدم العائلات المقيمة في المناطق المحررة من تنظيم للبطاقات وأتمتة للمعلومات وتحديد الأوقات المختلفة لتوزيع المعونات بوقت قصير نسبيًا ومن دون مخالفات تذكر، ولكن في الوقت نفسه نجد بعض المراكز التي تدور حولها إشارات الاستفهام ويشار إليها على أنَّها عشوائية وتكثر فيها المخالفات والمحسوبيات.ولمعاينة الأعمال الإغاثية في حلب قامت (صحيفة حبر) بزيارة بعض المراكز، منها مركز حي تل الزرازير، وقامت بسؤال العائلات عن عمل المكتب الإغاثي في حيهم، وقد تبين أنَّ هناك عائلات لم تأخذ معونة منذ ثلاثة أشهر حتى الآن، وقد وُزِّعت بطانيات سميكة ورقيقة مؤخرًا، ولم يكن هناك عدل في التوزيع، وقد وُزِّع المازوت أيضاً مرتين على عائلات ولم يوزع لأخرى، يقول بعض سكان الحي لحبر: يقوم المسؤول في مجلس الحي بتمزيق كرت الإغاثة وحرمان العائلة من المعونة إن اعترضنا على بعض المخالفات التي يقوم بها المركز، ولقد خرجنا في مظاهرات لأسبوعين متتاليين في 6/2 و13/2/2015 وطالبنا بتغيير المسؤولين في مجلس الحي لكن للأسف لم يرد علينا أحد.وبدورنا قمنا بتوجيه شكاوي الأهالي واعتراضاتهم إلى مسؤول الإغاثة في الحي فقال: نعمل على برنامج (Access) بحيث لا تتكرر الأسماء، ويقوم الكشافة بإيصال كرت الإغاثة إلى المنازل، وفي حال وجود مخالفة كالتلاعب بالمسكن تحرم العائلة من الإغاثة مدة ثلاثة أشهر ويبقى الكرت في مركز واحد، ولا توجد ( محسوبيات )عندنا، لكنَّ ضيق الوقت وقدوم الداعم فجأة يجعل في توزيع المواد قليلاً من الأخطاء، أمَّا بالنسبة إلى المازوت فأول دفعة منه كانت للجميع والدفعة الثانية كانت للأرامل فقط.ثم قامت صحيفة حبر بزيارة مركز إغاثة حي السكري القريب من حي تل الزرازير وسألت العائلات عن عمل المكتب الإغاثي في حيهم، فتبين أن الأهالي يتسلمون حصصهم ضمن طابور منظم، وهناك مركز خاص للنساء يخفف من الازدحام ويجعل الدور قصيرًا ولا يكون فيه أي اختلاط مع الرجال، يقول مسؤول الإغاثة في حي السكري لقد قمنا بإنشاء مركز آخر جديد يتم التسجيل فيه للنساء لتخفيف الازدحام، وعدم الاختلاط بين الرجال والنساء، والأولوية للنساء الكبار في السن، وعندنا فريق من النساء اللواتي يعملن على زيارة البيوت المأهولة للتأكد من الإقامة في الحي والتأكد من عدد الأفراد المقيمين فيه ويضيف المسؤول: إنَّ البطاقات التي نوزعها يُسجَّل فيها آخر حصة مسلَّمة منذ ثلاثين يومًا، ونبدِّل البطاقة كل أربعة أشهر، أمَّا عن المعوقات فلا توجد معوقات سوى (البيان العائلي) حيث يقوم بعض الأفراد بإخراج بيان عائلي بحجة ضياع دفتر العائلة ويأخذون حصة إغاثية ثانية من مكان آخر على دفتر العائلة، وبذلك يحرمون عائلة كانت بحاجة إلى هذه السلة.وقد توجهت صحيفة حبر إلى مكتب الإغاثة الاجتماعية والصحية والتقت بمدير قسم الإحصاء أحمد شيخ علي.هل جاءتكم شكاوى عن بعض المراكز التي تكثر فيها المخالفات؟ وفي حال وجود مخالفات كيف تتعاملون معها؟أولاً الشكاوى لا تأتي إلينا بل تذهب إلى المكتب القانوني، أمَّا عن المخالفات في حال وجودها في أي مركز نستدعي مجلس الحي ونستفسر عن تلك التجاوزات، وفي حال ثبوتها تحال إلى المكتب القانوني.وعندما زارت حبر المكتب القانوني في مجلس المدينة كان الحوار الآتي مع رئيس المكتب الأستاذ زياد:يقول البعض إنَّ هناك تجاوزات كثيرة من بعض المراكز الإغاثية، وقد خرجت مظاهرات لإيقاف عمل هذه المكاتب المسيئة ومحاسبتها على سوء المعاملة والتقصير بخدمة أهالي المنطقة، فما هو ردكم؟ إذا كان هناك أشخاص معترضون على أي مكتب للإغاثة أو مجلس حي فليأتوا إلينا وليشتكوا، ولا يوجد عندنا أية مشكلة، ونحن من جهتنا نتابع أي موضوع لكن أؤكد أنَّه لم تأتِ إلينا أية شكوى على أي مركز، وإن كان هناك تقصير من أي شخص يعمل في الإغاثة فيجب أن يُحاسَب، لكن إن كان هناك تقصير من الأهالي في تقديم الشكاوى فكادرنا لا يسمح لنا أن نراقب مباشرةً (62) مجلساً من مجالس الأحياء”.اهـوفي النهاية نأمل إلى أن نتوصل إلى حلول ملموسة ترضي العائلات الغاضبة من تصرف بعض المراكز المسيئة، لكيلا يبقى المواطن بين فكي الفقر وتسلط بعض ضعاف النفوس الذين يتحكمون بطعام الفقراء غير مبالين بقرقعة البطون الجائعة التي لا يسمعها سوى من أنصت لكلام الفقراء.