قرابة الشهر مرت على دخول النظام إلى قرى باشكوي وحردتنين ورتيان، استطاع النظام أن يوهمنا بتحقيق نصر فارغ لا يحوي سوى قتلى وأسرى أغلبهم من أبناء مناطقنا المحررة . ولكن الحقيقة أن النظام استطاع التقدم قرية كاملة في خطته لإحكام الحصار على حلب، ويبدو أن ما يشيعه عن الاستراتيجية التي يعمل بها “دبيب النمل” بات صحيحاً ، إذ أنه يتقدم عشر خطوات ليتراجع تسعة ويبقي على واحدة ، ونحن نستعيد المستعاد ونحرر المحرر في انتصارات جوفاء لا تحوي سوى الدماء، التي هي أرخص ما يتاجر به النظام في حربه مع الثوار .على جبهة أخرى تشتعل المعارك بين فصائل من المفترض أنها تقاتل النظام، ليسقط من الشهداء في اقتتال الأخوة مالم يسقط في أشرس المعارك مع جيش النظام، ويستخدم من السلاح ماهو كفيل بتحرير محيط حندرات وسيفات وباشكوي بالكامل، والمصيبة الكبرى أن البقية من الجيش الحر تتفرج بهدوء وكأن الأمر لا يعنيهم، وأن الدماء التي تراق ليست دماء أخوة لهم تستحق أن تراق على جبهات المجد وليس على جبهات الخذلان والشقاق .لا يهمني من هو المذنب في هذه الحرب، ولكن الأكيد أن هناك جبهة عريضة تستحق أن تفتح بهذا الكم من الشهداء، تستحق أن يصطف الجميع في سبيل تحريرها واستعادة ألق ثورة تنهي عامها الرابع بانتصارات حقيقية، وليس بسلسلة من الهزائم المختفية في دبيب الخيانة .الحقيقة المرّة أننا مهزمون في حربنا الأخيرة حتى استعادة باشكوي على الأقل، وأننا مهزمون في ثورتنا حتى استعادة هذه البلاد بشكل كامل، أو على الأقل استعادة ماكان بأيدينا عندما كان الصدق والإخلاص والعمل في سبيل الله هو العنوان العريض الذي نصطف خلفه جميعاً بعيداً عن خلافاتنا الصغيرة . المدير العام / أحمد وديع العبسي