استضاف منتدى المرأة السورية في مدينة سراقب يوم الخميس: 13/9/2018م عرضًا للفلم القصير “المعتقل” تزامنًا مع أسبوع المعتقل السوري.
ابتدأ العرض بكلمة ترحيبية لمديرة المنتدى رحبت بالحضور وبعدها رحب بالحضور الأستاذ ياسر الصوفي المنسق للعمل، حيث عرَّف بالفلم وقدمه للحضور، وقبل عرض الفلم عُرض فيديو لكواليس عمل الفلم الذي استغرق سبعة أشهر حتى انتهى تصويره.
الفلم من أداء مجموعة من الشباب المبدعين، قصة وسيناريو الأستاذ (حسين باريش) وإخراج المبدع (محمد قدور) وألحان وغناء الشارة للفنان (محمود الأحمد) يعرض الفلم معاناة المعتقلين بسجون النظام.
وفي حديث لصحيفة حبـر مع مخرج الفلم الأستاذ (محمد قدور) قال: “الفلم سينمائي مدته 30 دقيقة يعالج قضية المعتقلين، من إنتاج ثورتنا كباقي الأفلام التي حصلت على عروض لإيصال رسالة ما على صعيد المعتقلين والمهجرين. والوثائقيات للقصف التي تعد كـخط أساسي للفلم، فـكان الإنسان هوية لـفلم معتقل.” وأضاف: “عرضنا الفلم بعدة دول أوربية في برلين، والمركز الثقافي العربي في بروكسل، وبالمركز الثقافي في السويد، وبغازي عنتاب التركية عن طريق منظمة ياسمين الحرية هذا خارجيا، أما بالداخل عرض في سراقب ببوابة إدلب، وهنا في منتدى المرأة السورية، ونحضِّر حاليا لعرضه في المركز الثقافي في مدينة إدلب.”
وتحدث كذلك عن الصعوبات التي واجهتهم خلال فترة التصوير قائلاً:
“كان التنقل في عدة مناطق من إدلب، ونتيجة القصف العشوائي كنا نلغي العمل بعد تجهيز الفريق.” وذكر أيضا أن أكبر مشكلة كانت موجودة مشكلة تقنية لعدم وجود كاميرات حديثة تقدم العمل كما يجب لعدم وجود شركات إنتاج داعمة، فلو وجدت لكان العمل أفضل. وأشار إلى أن راديو ألوان قدمت الموسيقا التصويرية للفلم، وأن الفريق عمل بجهد ضمن الإمكانيات المتاحة، ونوه إلى أنه تمنى لو كان عرض الصورة أقوى وأوسع للتركيز على تفاصيل المعتقل. وختم حديثه: “بذل الشباب معنا مجهودًا واسعًا حتى أوصلناه للمجتمع الغربي ابتداءً من عرض البيئة المناسبة لمعتقل بسجون النظام مع رئيس الفرع بمدينة دمشق.”
وكان لنا لقاء مع الأستاذ (حسين باريش) الذي تحدث لنا بدوره عن الفلم قائلاً: “يتناول الفلم أكثر من شخصية معتقل، وركز على شخصيتين أساسيتين هما المعتقل السياسي وصديقه الذي هو رئيس فرع أمن، يفترق الصديقان في بداية الفلم نتيجة ترقية رئيس الفرع، وبعد مدة يشاء القدر أن يعتقل الناشط مروان للفرع الذي يترأسه صديقه، وبالتالي يقوم الصديق بواجب صديقه بتعذيبه ضعف باقي المعتقلين ويعامله بذل مثل تربية النظام، كأنه يقوم بواجبه نحو صديقه كما وعده في بداية الفيلم. وحين رأى رئيس الفرع صديقه استقبله بكلمة: كنت أتمناك ضيفًا وليس ضمن هؤلاء الزبالة؛ لأنه معارض وهذا المعارض الذي تذوق المعاناة نفسها في سجون النظام فترة الثمانينات، وتلقى المعاملة نفسها في عهد الأب والابن من الضرب والتعذيب.”
وتحدثنا أيضًا مع الفنان الملحن (محمود الأحمد): “استغرقت بتجهيز الألحان حوالي شهر لأني وضعت عدة خيارات لأن المدة الزمنية قصيرة، فركزنا على لحن أعتقد أنه كان جيدًا رغم أني وجدت صعوبة بأدائه، تذكرت معاناتي بالمعتقل.” وأضاف: “الأفلام القصيرة دائمًا تحتاج إلى إمكانيات ضخمة وشركات إنتاج كبيرة، لكن رغم الإمكانيات البسيطة استطاع الشباب إيصال الرسالة بإنجاز جيد، ورغم كل الهفوات كان العمل جيدًا وناجحًا.”
حضر العرض مجموعة من السيدات بمنتدى المرأة، والتقينا والدة البطلة بالفلم الطفلة شهد التي تحدثت بسعادة قائلة: “تفاجأت رغم الإمكانيات البسيطة، فكان العمل رائعًا من الشباب الذين عملوا على الفلم، فصوروا معاناة المعتقلين والناس الذين تعرضوا للتعذيب بالسجون وخسروا حياتهم بالمعتقل.” ونوهت إلى أن هذا العمل يلفت نظرنا أن النظام منذ 40 عامًا مايزال مجرمًا ومايزال يمارس جميع أساليب التعذيب بسجونه عدا الإخفاء القسري للمعتقلين.
ومن الحاضرات أيضا: صفية حاج عبدو قالت: “الفلم مرآة عكست الواقع وما يمارسه النظام من تعذيب واعتقال قسري وتغييب للمعتقلين.” وأضافت: “الفلم يعد تجربة أولى ضمن المحرر وبإمكانيات متواضعة، فكان أكثر من رائع، وأتمنى إعادة هكذا تجربة لكن بمعالجة درامية أكثر دراسة.”