يحقق المجاهدون اليوم بمختلف فصائلهم انتصارات عديدة على جبهات كثيرة، تمتد من حلب شمالاً مروراً بإدلب وحماة ودمشق وريفها وصولاً إلى درعا والقنيطرة، بحماس وإخلاص يعيد ألق البدايات إلى وجوه البسطاء، الذين ينتظرون فرجاً قادماً يخلصهم من عذاباتهم التي تمتد كل يوم.ولكن السؤال الذي يخنق تفاصيل المستقبل هو ماذا بعد؟هل ينتهي كل شيء بمجرد تحقيق نصر على جبهة هنا وفي مدينة هناك؟ هل النصر هو جولة تسحق فيها عدوك مرة واحدة لتعود ضعيفاً فيما بعد، متفرقاً يتناثر جسدك على بقعٍ شاسعة سرعان ما تبدأ في فقدانها في دوامة لا تنتهي.أو أنك ستكون جسداً واحداً في هذا الوطن الذي تملأه تفاصيلك على اختلافاتها، حيث تقف منتصراً ليس في المعركة وحدها، وإنما في الإيمان الذي يملأ قلبك بأن يداً واحدة وقلباً واحداً وسيفاً واحداً سيكون قادراً على احتضان مستقبل كل من يؤمنون بك.لا نريد أن ندخل في دوامات التفرقة من جديد، لا نريد أن نفرح بنصر سرعان ما تتم سرقته منا، بسبب خلافات صغيرة بعيداً عن هدفنا المشترك في الحرية والكرامة.ما نبحث عنه اليوم هو نصر بحجم النصر، بحجم الرهان على البناء، بحجم وحدة الصف التي نريدها أن تبقى منهاجاً مستمرا، لا عبارة عن حالات عارضة سرعان ما تنتهي عند أقل أنجاز.عيون الملايين ترقبكم، فكونوا على قدر الأمانة التي في أعناقكم. نصر قريب .. المدير العام / أحمد وديع العبسي