بقلم: أ. عدنان القصير الموجه التربوي في مؤسسة قبسروى مسلم في أوِّل كتاب الزهد والرقائق عن جابر: “أنّ رسول اللهr مرّ بالسوق داخلاً من بعض العالية[ قرىً بظاهر المدينة]، والناس كنفتيه [جانبيه] فمرّ بجديٍ ميّتٍ أسكّ[ صغير الأذنين]، فتناوله فأخذ بأذنه، ثمّ قال: أيّكم يحبّ أنّ هذا له بدرهم؟ قالوا: ما نحبّ أنّه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال أتحبّون أنّه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيّاً كان هذا السكك عيباً فيه، لأنّه أسكّ، فكيف وهو ميّت؟! فقال: فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم)).ملخص الحديث: “الدنيا لا تساوي عند الله شيئاً”. عبارة بسيطة قصيرة، لكن كونك معلمًا فإن إيصال هذه العبارة يحتاج إلى فنٍّ لا يتقنه إلَّا الموهوبون من المعلمين فهل أنت منهم؟اقرأ الحديث مرةً أخرى.لاحظ كيف بدأ الموقف بإثارة وتشويق على مستوىً عالٍ جداً، حركة غريبة وسط ازدحام الناس في السوق، وبداية تتسم بالحيوية والحركة والغرابة معًا.ثم انطلق حوار يديره النبيr. حوار بسيط قصير إلَّا أنَّه فعّال بامتياز حيث
- بدأ بسؤال واضح سهل مقتضب.
- كان موضوع الحوار من البيئة المحيطة بالناس المنشغلين بالسوق.
- أعطى مجالاً كافياً للاستماع للطرف الآخر. (نسبة كلام النبي r47 % من الحوارو53 % نسبة كلام المخاطبين تقريباً).
- ابتعدَ عن التلقين والإملاء وتناول أسلوب النقاش والحوار رغم أنَّ الفكرة المراد إيصالها من المسلَّمات.
- عززَ وثبَّتَ الاستجابة المطلوبة من خلال تكرار السؤال الصغير مرتين.
وإذ بهذه المناقشة تفضي إلى النقطة المطلوبة لتتسلل الفكرة الرئيسة إلى النفوس بسهولة ويسر.ولعلَّ أهم ما يجب أن نركز عليه باعتبارنا معلمين هو روح المبادرة التي ظهرت في الموقف (فتناوله فأخذ بأذنه) واغتنام الفرصة العارضة لإيصال الرسالة التربوية المنشودة وهي سمة كل معلم مسؤول.لنخلص ممَّا سبق إلى المعادلة التالية:(إثارة في العرض + وضوح وبساطة + تعزيز للاستجابة المطلوبة + حيوية في الطرح = موقف تعليمي ناجح). وصلى الله على معلم الناس الخير