“المؤمن الضعيف يحجز نفسه بالقضاء والقدر، والمؤمن القوي هو قضاء الله وقدره على هذه الأرض ” انطلاقا من هذه الفكرة أبى طلاب جامعة إدلب أن يركنوا للعقبات والصعاب ساعين إلى إثبات إرادتهم في البقاء والاستمرار، فعلى أشلاء الحرب والدمار، ورغم التجاذبات السياسية الخطيرة في الوقت الراهن، استطاع مكتب الطلبة في جامعة إدلب أن ينظم “ملتقى الشباب الجامعي” الثاني من نوعه في المناطق المحررة الذي ضم مئتي طالب من الجامعة تم انتقاؤهم وفق معايير محددة منها ما هو متعلق بنشاط الطالب الجامعي في مجتمعه ومنها ما هو متعلق بالتفوق الدراسي والأخلاق الحميدة.
أُقيم هذا الملتقى في مدينة عفرين بالتعاون مع وقف الديانة التركي وضم عدة فعاليات توزعت على مدار أيامه الخمسة شملت جوانب مهمة في الحياة تهدف إلى إنشاء بيئة مناسبة لخرط الطالب الجامعي في مجتمعه وزيادة درجات الوعي لديه، وكان لهذه النشاطات جوانب ترفيهية أيضًا كالسباحة وكرة القدم ولقاءات السمر والجلسات الإنشادية.
تمثل الجانب التعليمي في هذا الملتقى بعدة محاضرات وورشات تدريب في فنون الإدارة ودراسة المشاريع وتقديمها ومحاضرات حول حضارات الأمم، والزمن وبناء الدول، ودور الإعلام والدراما في تسييس الشعوب، إضافة إلى محاضرات في أدوات النهضة، قدم تلك المحاضرات والورشات نخبة من أفضل المدربين والأساتذة المختصين في المناطق المحررة.
ولا شك أن الجانب الكشفي في هذا الملتقى الذي رعاه فريق كشافة معتمد ذو قدرات وكفاءات عالية في التدريب كان له أثر كبير وأهمية بالغة في رفع روح المشاركة والعمل بين الطلاب الجامعيين، وتضمن هذا الجانب عدة محاور وهي (الطبوغرافيا وتحديد الاتجاهات، وورشات تدريبة في كيفية تقديم العروض الكشفية، ومهارات الإسعاف الاولي والدفاع المدني وإجلاء الجرحى ..)
علاوة على ذلك لم يخلو ذلك الملتقى من النشاط الثقافي الذي تجسد بندوات طلابية طرحت فيها مواضيع هادفة ومسابقتين قام برعايتها نادي القُراء (أحد الجوانب الثقافية لمكتب الطلبة) ومكتب منار السبيل (الجناح الدعوي للمكتب).
في لقاء أجرته صحيفة حبر مع الأستاذ (زكريا خليف) رئيس مكتب الطلبة نقل فيه الصورة العامة لهذا الملتقى: “إن لهذا الملتقى جملة من الأهداف منها ما هو ترفيهي ومنها فكري وكشفي، يهدف إلى رفع روح الانسجام والتعاون والإخاء بين الطلاب الجامعيين لكي يكونوا على قدر المسؤولية في المهام التي ستُوكل إليهم مستقبلاً، وكان لاختيار المكان أهمية كبيرة تظهر في استقلالية جامعة إدلب ولزيادة التعاون مع الجانب التركي لتحقيق بعض المبتغيات لجامعة إدلب من اعتراف ومنح وإرسال وفود”
عبَّر الطالب (أحمد طالب) عن سعادته بنجاح هذا الملتقى رغم العقبات التي تم التعامل معها بشكل جيد، ما يدل على المرونة لدى مشرفي هذا الملتقى ونوعية الطلاب الموجودين فيه على حد وصفه.
واضاف أحمد: “طوَّر هذا الملتقى قدراتي في العمل الجامعي، وتعلمت من هذه التجربة أن القائد هو خادم لإخوانه “.
وقال الأستاذ زكريا: “حقق هذا الملتقى جزءًا كبيرًا ممَّا هو مرسوم له، واجهتنا بعض العقبات والصعوبات التي حاولنا تجاوزها”
إن هذه الملتقيات الطلابية هي مخرج مهم من مخرجات جامعة إدلب التي سعت إلى وضع طلابها ليس فقط في مجال تخصصهم الجامعي وإنما في ميادين الحياة جميعًا، فالشاب الجامعي هو محرك الطاقة البشرية لدى مجتمعه وعليه يقع عاتق فهم الواقع بشكله الصحيح والتعاون مع زملائه للمساهمة في صناعة مستقبل البلاد والأمة.