بقلم : عمر عربها هو التحرير يدقُّ أبواب مدينة إدلب ويعانق ترابها وقلوب أهلها الذين طالما انتظروا تلك اللحظة المهمَّة، تحرير روى قلوب الثكالى المنكسرة، وأعاد ضحكات الأطفال المندثرة، مطلاً عليهم من كل مكان، من البيوت المدمَّرة والشوارع المهدَّمة، من مآذن الجوامع المحطَّمة التي تعود من جديد صادحةً بالتكبيرات فرحاً بالتحرير والنصر رغم ما ألت إليه.الثوار وضعوا المشاكل والخلافات والنزاعات جانباً وقاموا بالتكاتف والتوحد والاجتماع حول قضية وهدف واحد وهو “تحرير إدلب” تكاتف على إثرها كبرى الفصائل المقاتلة في مدينة إدلب بتشكيل جيش سمي “جيش الفتح” والذي بدأ بدوره معركة التحرير التي استمرت لخمسة أيام فقط استطاع خلالها الثوار إحكام السيطرة على المدينة بعد اشتباكات عنيفة دارات بين الطرفين، بذل الثوار خلالها قصار جهدهم مستهدفين مواقع قوات النظام وحواجزه التي سيطر عليها الثوار واحداً تلو الآخر كاسرين الخطوط الدفاعية الأولى التي يعتمد عليها، فأجبروه على التراجع تحت ضرباتهم القاسية وهو يجرُّ أذيال الخيبة والخسارة.فيما واصل الثوار بهمة وعزيمة تقدمهم داخل مدينة إدلب وسيطروا على دوار المحراب، والمتحف، وسوق الهال، ليتمكنوا بعدها من دخول المربع الأمني في المدينة، والذي يضم فرع الأمن العسكري ومبنى المحافظة اللذان يعتبران من أهم معاقل النظام وشبيحته.ومن ثمَّ قام الثوار بعملية تمشيط واسعة للمدينة وشوارعها ومبانيها من أجل إلقاء القبض على الفارين منقوات النظام وميليشياته وشبيحته، فأسروا عدة عناصر منهم، واغتنموا العديد من المعدات والأسلحة الثقيلة، ولم يتبقَ للنظام في محافظة إدلب سوى قريتي كفريا والفوعة المواليتين والمحاصرتين الآن من جميع الجهات والمعسكرات على طريق جسر الشغور إدلب (المسطومة – معمل القرميد-القياسات-المعصرة) ومدينتي أريحا وجسر الشغور ومطار أبو الظهور العسكري المحاصر من قبل جبهة النصرة.فرحة النصر والحرية عمَّت أرجاء المدينة بأكملها وانتقلت إلى المناطق المجاورة، حيث شهدت عدة أحياء في مناطق حلب المحررة ومناطق الريف احتفالات كبيرة، وعلتْ المآذن بأصوات التكبيرات.والثوار بدورهم قالوا إنَّهم لن يقفوا عند ذلك الحد بل ستكون أريحا، وجسر الشغور، ومطار (أبو الظهور) وقريتي الفوعة وكفريا وجهتهم القادمة إضافة إلى معسكر المسطومة الذي انسحبت باتجاهه قوات النظام.وفي سياق متصل أقدمت قوات النظام في فرع الأمن العسكري في مدينة إدلب على إعدام وتصفية عدد كبير من المعتقلين فيه قبيل تحرير المبنى، بينما قام الثوار بعمليات إجلاء لآلاف المدنيين وتأمينهم خارج المدينة تحسباً من أي ردة فعل انتقامية من قبل النظام، حيث أنَّه من المؤكد سيقوم بقصفها بالطيران الحربي والصواريخ بعد أن تم تحريرها.طبعاً هذا القصف لم يكن الأول من نوعه فقوات النظام قامت بارتكاب عدَّة مجازر وذلك عبر قصف سرمين وسراقب وبنش وكفر تخاريم وغيرها بغاز الكلور.وتأتي أهمية مدينة إدلب كونها تقع في شمال غرب سوريا وبالقرب من الطريق السريع الاستراتيجي الرئيسي بين العاصمة دمشق ومدينة حلب،كما أنَّها قريبة من محافظة اللاذقية الساحلية، إضافة إلى كونهاطريق إمداد قريتي كفريا والفوعة اللتان تعتبران مواليتين للنظام وخزان لميليشياته.والجدير بالذكر أنَّ كل هذه التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة هي مغيبة تماما عن واقع النظام الذي يصنعه لنفسه ويعيشه ويرفض كل شيء سواه، فإعلام النظام الذي يفتخر دائما بالانتصارات المزعومة غاب خبر سيطرة الثوار أو كما يسميهم “الجماعات الإرهابية المتطرفة” عن عناوينه واكتفى بقوله: ” إنَّ أبطال الجيش البواسل يقومون بعملية إعادة تجميع جنوب مدينة إدلب استعداداً لمواجهة آلاف الإرهابيين المتدفقين من تركيا”هكذا هو النظام سيظل مستمر في أكاذيبه وادعاءاته ونشر أخبار انتصاراته الخيالية، أمَّا الثوار والمجاهدون الصادقون لا يكترثون لأي شيء، وسيمضون في طريق التحرير حتى النهاية، فبصبرهم واتحادهم وثباتهم سيحررون كل سوريا، وستذرف دموع الفرح ابتهاجًا بتحرير سوريا وتختلط بدماء الشهداء الطاهرة الذين قضوا نحبهم في سبيل التحرير كما حصل في مدينة إدلب.كونها تعتبر أكبر مدينة في المحافظة، الطائفية الشيعية من جنسيات أجنبية”.خلفاً عدة مجازر أبرزها في سرمين سراقب وبنش وكفر تخاريم مدينة احتضنت الحراك الثوريكما تابع جيش الفتح تقدمه إلى معسكر المسطومة فتمكن من تحرير حواجز دريم لاند والقبب والأشقر والطرشة الواقعات على طريق إدلب-المسطومة.