“القنابل المزيفة” التي أرسلت إلى الديمقراطيين في أمريكا قد تنقذ “ترامب” والسعودية من الوصول إلى حتمية المواجهة بسبب قتل الصحفي “جمال خاشقجي”.. ما سبق كان خلاصة وصلت لها صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية.
الصحيفة الأمريكية اعتبرت، في تقرير لها أن انشغال الرأي العام الأمريكي خلال الساعات الماضية بالتطور غير المسبوق، والمتمثل في إرسال طرود متفجرة لرؤساء سابقين وسياسيين من الحزب الديمقراطي مثل فرصة جيدة للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للإفلات من الضغط الذي كان متراكما عليه بلا هوادة لاتخاذ موقف حقيقي وواضح وحاسم ضد السعودية بسبب قضية مقتل “خاشقجي” داخل قنصلية بلاده بإسطنبول التركية، في الثاني من الشهر الجاري.
وأضافت الصحيفة: “لقد أدى اكتشاف تلك الطرود المتفجرة المزيفة إلى توقف الرئيس ترامب عن إطلاعنا بما أخبرته به رئيسة المخابرات المركزية الأمريكية، “جينا هاسبل”، حول ما شاهدته وسمعته في تركيا بشأن قضية مقتل “خاشقجي”.
وقالت إن مقتل “خاشقجي” مثل ضغطا كبيرا على “ترامب” من داخل الولايات المتحدة، بحكم حصول الصحفي السعودي على الإقامة الدائمة في أمريكا واستقراره في ولاية فيرجينيا، وعلاقاته المتشعبة التي خلقها هناك، وكان عليه أن يجد تفسيرا لما حدث، لاسيما بعد زعم السعوديين بأن “خاشقجي” قد قتل بعد معركة مع 15 شخصا كانوا فقط يريدون إقناعه بالعودة إلى الوطن بأدب جم، فتطورت الأمور، حتى وصلت إلى قتله، وأنباء عن تقطيع جثته لأجزاء صغيرة وإخفائها في ضواحي إسطنبول، كما تقول تركيا.
وأوضحت أن الرئيس الأمريكي كان عليه أن يجد طريقة للحفاظ على مصالح واشنطن مع السعودية، في المقام الأول، وعدم الإضرار كثيرا بالعلاقة مع حليف قوي في الشرق الأوسط، رغم أنه بات منطقيا التأكد من أن قادة هذا البلد أمروا بقتل صحفي داخل قنصلية دبلوماسية.
وأردفت الصحيفة أن قتل “خاشقجي” جعل الوضع سيئا بما يكفي لـ”ترامب”، الذي جعل السعودية أولى محطاته الخارجية بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة، وصهره ومستشاره “غاريد كوشنر” الذي أنشأ علاقة مميزة مع ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.
وسخرت “واشنطن تايمز” من تبرؤ “بن سلمان” المستمر من عملية قتل “خاشقجي”، متسائلة بتهكم: “ما هو دافع ولي العهد السعودي لقتل صحفي وصل بشكل منتظم إلى الصفحات الرئيسية لأهم صحيفة أمريكية تسهم في تشكيل الرأي العام الأمريكي، وبدأ ينتقد سياسات الأول بها؟”.
وقالت إن “ترامب”، بعد تزايد الضغوط عليه، كان يبحث عن طريقة مناسبة لعقاب ولي العهد السعودي دون تفكيك التحالف الاستخباراتي والمالي بين واشنطن والرياض.
وأضافت أن حل تلك المعضلة كان يقتضي أن تبدأ العائلة المالكة السعودية بأخذ الأمر على عاتقها لتجنب العقاب الأمريكي، بأن تطيح بولي العهد، ليستقيل طوعا، أو يطيح به الملك “سلمان” من الأمر، ويعين ابنا أو حفيدا آخرا.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول: “لا يبدو أن أيا من ذلك سيحدث، طالما أن تلك الطرود المتفجرة المجنونة تواصل الاستيلاء على مقلتي الرأي العام الأمريكي وأذنيه”.