يدخل فصل الصيف بحرارته المرتفعة ومع انتشار القمامة والأتربة في الشوارع تكثر الحشرات وتتسبب بالكثير الأمراض.ومن أخطر هذه الحشرات البعوض والذباب والتي تتسبب بما يعرف بحبة حلب أو اللشمانيا التي يعاني منها كثير من أهل حلب، نتيجة انتشارها بكثرة في الفترة الأخيرة بسبب كثرة القمامة وندرة رش المبيدات.وللبحث عن سبب المشكلة وإيجاد حل لها التقت حبر المسؤول أبو جمال المدير الإداري في مركز مكافحة اللشمانيا في جب القبة.وسألناه ما أخطر حالات قرص الحشرات وما عددالإصابات؟فأجاب بأنها اللشمانيا، وقد أتتنا حالات كثيرة بنسبة عشرين حالة يومياً في مركز واحد من بين عدة مراكز في حلب المحررة وفي هذا الشهر بين الرابع والخامس أتتنا حالات بعدد الأشهر الثلاثة الماضية.ويأتي إلى قسم الضماد التابع لمشفى القدس سبع حالات قرص يومياً، أخطرها الحالات التي تتسبب بالدمامل، مع إنتانات في الجروح المكشوفة الناتجة عن وقوف الذباب على تلك الجروح.وفي مركز الشهيد محمود نعمة لمعالجة حبة حلب في حي السكري تكثر حالات الإصابة باللشمانيا ناهيك عن حالات الطفح الجلدي بسبب قرص البعوض.فتوجهنا إلى المجلس المحلي في مدينة حلب المحررة والتقينا مع مسؤول الإدارة أبو إسماعيل وسألناه عن المشكلات التي يعانيها المواطن من كثرة الحشرات وقلة بخ المبيدات الحشرية في الشوارع فأجاب: كلف المهندس مصعب الخلف بحملة ودراسة لبخ المبيدات الحشرية بكل حلب المحررة، والدراسة جاهزة لكن لا يوجد تمويل، وهناك عجز مالي في المجلس المحلي لكن ممكن أن نقوم بهذا العمل حسب الإمكانات المحدودة.عندنا مضخات يدوية ومضخات ضباب لكنها بحاجة إلى الصيانة، وبإمكاننا الاستعانة بعمال النظافة الموجودين عندنا ليقوموا بهذا العمل بالإمكانات المتاحة، ويوجد القليل من المواد في قطاع الأنصاري حالياً.وعند لقائنا بالمهندس مصعب الخلف مسؤول الرش ومدير قطاع الريان في حلب قال: بدأنا بالرش من تاريخ 12/5 ونحن مستمرون حسب الإمكانات المادية وقد بدأنا في حي الصاخور في المنطقة الوسطى. وقد قسمنا مدينة حلب إلى ثلاثة قطاعات جنوبية وشمالية ووسطى. بمدة زمنية تستغرق شهرين أو أكثر ولكن لا توجد مواد كافية مثل مادة (دلتا مسرين) الفعّالة لتغطية الحملة علماً أننا نتوقع هجمة قوية بسبب كثرة القمامة وصعوبة ترحيلها.والتقينا مع رئيس مكتب الإدارة المحلية سابقاً المهندس وليد زيات فقال : في السنة الماضية قمنا بالبخ ثلاث مرات ابتداءً من الشهر الرابع إلى الشهر الحادي عشر وبالتعاون مع شركة أطباء عبر القارات والهلال الأحمر القطري والشركة البريطانية مونترو وقدمت هذه الأخيرة معدات وأدوات بكل تجهيزاتها وبدأت بالعمل ودفعت مصاريف ترحيل القمامة وأجور العمال، ولكن الشركة توقفت عن العمل في مناطق حلب المحررة لشدة القصف بالبراميل المتفجرة وطالبت الشركة بتسليم كافة المواد والأدوات لنقلها إلى خارج حلب للأرياف وإدلب والعمل هناك نظراً لظروف القصف الشديد على حلب.نهاية يجب أن نعلم بأن المشكلة كبيرة وخطيرة فنحن ما زلنا في بداية فصل الصيف وهناك قلة في الماء والكهرباء يقابلها كثرة في الحشرات وأكوام من القمامة.والحل يأتي بتضافر جميع الجهود على المستوى الفردي والمؤسساتي فالخطر قريب وليس هناك شخص بعيد اذا انتشرت الأمراض والأوبئة -لا سمح الله- وعلى المؤسسات الخدمية في حلب توعية أفرادها، وعلى مجالس الأحياء توعية الناس في الأحياء بخطورة الحشرات الضارّة وضرورة التقليل من أعدادها باستخدام الإرشادات المطبوعة والملصقة على الجدران في الأماكن العامة والجوامع.أما في الشارع فالمسؤولية تقع على المسؤولين في مجلس المحافظة والمجلس المحلي للمدينة، في جمع القمامة وترحيلها، وإزالة الأتربة من الطرقات، ومكافحة القوارض، حتى تتحقق السلامة والوقاية من الأمراض ويتم التخلص من الحشرات وإبادتها.تقرير : بيبرس الثائر