حسين الخطيب |
قليل من الاستقرار الأمني في مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي، كان كفيلاً في اتخاذ عددٍ من القرارات والمشاريع التنموية التي تسد ثغرات المجتمع، نظرًا لعدم استتباب الأمن من جهة، ولعدم وجود جهات رسمية أو هيئات تطويرية تأخذ المجتمع من الطريق المجهول إلى الطريق الصحيح من جهة أخرى، لا سيَّما المجالس المحلية التي كانت تعمل بشكل محدود فقط.
وقد فتح استتباب الأمن في المنطقة المجال للكثير من المشاريع التي تخدم المنطقة وتقوم على تشغيل الأيدي العاملة من الشباب، لإعالة أسرهم، خاصة بعد توقف المعامل والمنشآت الصناعية والحرفية لسنوات.
بدأ المجلس المحلي في مدينة مارع شمالي حلب، بمشروع بناء منطقة صناعية، شمال المدينة بدعم من منظمة تطوير، في محاولة من المجلس لعزل المنشآت الصناعية عن التجمعات السكنية وتخصيص منطقة صناعية تعمل على استقطاب الأيدي الماهرة.
التقت “صحيفة حبر” مشرف مشروع المنطقة الصناعية المهندس (عبد الرزاق الخطيب) الذي قال: “بدأ المجلس المحلي في مشروع المنطقة الصناعية منذ أكثر من أسبوع، بدعم من منظمة تطوير، وبداية الشهر القادم سينتهي بناء المنطقة” وأردف: “أن المنطقة الصناعية أقيمت على أرض زراعية مخصصة لأوقاف المدينة، أي أن مردود المحال سيعود لمخصصات الأوقاف والمجلس المحلي”.
وأضاف: “المشروع المخطط للمنطقة الصناعية ضخم جدًا، لكن بحاجة إلى تمويل يوازن القيمة البنائية له، أما المشروع الذي قيد التنفيذ الآن هو جزء من مخطط المنطقة الصناعية، وسيتم بناؤه على مراحل”، وبيّن المهندس أن عدد المحال التي تبنى داخل المنطقة الصناعية يبلغ 30 مستودعًا، إضافة إلى تأمين الخدمات للمنطقة من ماء وصرفٍ صحي وتعبيد للطرقات.
وتحتاج مدينة مارع لمنطقة صناعية نظرًا لانتشار المعامل والمحال الصناعية داخل المدينة، مما يسبب مشاكل عدة منها الازدحام وازعاج الآخرين، بينما عدَّ السكان المحليون أن مشروع المنطقة الصناعية مشروع ناجح لما سيقدمه من خدمات لأبناء المدينة والنازحين والمهجرين.
وقال الخطيب: “المشروع خلال بنائه يشغل عشرات الأشخاص من الأيدي العاملة التي تعيل أسرها، كما سيقدم المشروع حال انتهائه فرص عمل لأكثر من مئة شخص بمعدل ثلاثة أشخاص في كل محل”.
وبالإضافة إلى المنطقة الصناعية، بدأ المجلس المحلي ببناء سوق الهال شرقي مدينة مارع بدعم من منظمتي كيمونكس وتطوير، ويعد السوق مركزاً رئيسًا للتبادل التجاري بين المناطق، وسوقًا للمنتجات الزراعية المحلية في المنطقة.
وقال المشرف على بناء سوق الهال الأستاذ (محمود النجار) لصحيفة حبر: “تم بناء أكثر من نصف سوق الهال، وخلال الربع الأول من العام القادم سيكون قيد الاستخدام”. وأوضح: “أنه تم بناء أكثر من 50 مستودع، وبناء القبان الأرضي الإلكتروني المخصص للسوق، بدعم من منظمة تطوير حيث يزن القبان 100 طن.
وأضاف النجار: “استقطبنا خلال بناء السوق عشرات الأيدي العاملة، ، وسيقدم المشروع أكثر من 250 فرصة عمل للشبان في المدينة” وأشار إلى أن سوق الهال سيعزز التبادل التجاري بين مدن الشمال السوري ممَّا سيساعد في تسويق المنتجات المحلية ودعم المزارعين؛ لأن موقع سوق الخضار في المدينة ليس مناسبًا، بسبب وقوعه في منطقة سكنية وشارع ضيق.
والجدير بالذكر أن الكثير من الشبان في المناطق المحررة يبحثون عن عمل وسط أحوال مأساوية قد تضطرهم للقيام بأعمال غير شرعية، وكحركة إسعافية تنشئ المجالس المحلية المشاريع التي تخفف أزمة البطالة وتدعم الشباب في الميدان الاقتصادي.