تعرضت “مرح الحمد” شابة سورية لسخرية واستهزاء من لجنة تحكيم برنامج “نجوم العلوم” المخصص للاختراعات العلمية إثر شرحها لعمل الآلة التي اخترعتها لفرز القمامة تلقائيًا باستخدام مستشعرات لكثافة المادة، وذلك مع بداية انطلاقة الموسم العاشر للبرنامج القطري الذي يشارك به عدد من الشباب العرب ممَّن لديهم أفكار مبتكرة لإثبات مهاراتهم في تطوير أو ابتكار حلول للقضايا التي تواجه المنطقة العربية في مجالات تكنلوجيا المعلومات والطاقة والصحة. بنهاية البرنامج قام البرفسور اللبناني “فؤاد مراد” بالتقليل من شأن الاختراع بعد أقل من دقيقة من عرض مرح للفكرة بقوله: ” كل هذا من أجل الزبالة!” وتابع بأن “العملية بطيئة ولا يمكن للمجتمع تقبل هذا الاختراع برمي القمامة قطعة، ثم أتلف ورقة، وقال: “أهذه آلة للعب أم لفرز القمامة؟” وبدأ برمي الورق عل الأرض وطاولات زملائه.
فيما طلب البرفسور المصري “عبد الحميد الزهيري” الغناء من مرح؛ لأنه استشعر بأنها تمتلك صوتًا جميلًا عوضًا عن فكرة آلة فرز النفايات، فما كان من مرح إلا تلبية رغبته فغنت، ثم تابع إقناعها بأنها ستنجح أكثر بالغناء، إلا أنها أصرت على حبِّها للاختراعات العلمية، ثم غادرت بعد أن أقصتها لجنة التحكيم من المتابعة في البرنامج.
إن مجرد التفكير باختراع آلة لفرز القمامة اعتمادًا على صوت ارتطام مع قاع السلة أو عن طريق أخذ صور للجسم المرمي أو الوزن واستعمال آليات التعلم الآلي لإجراء الفرز أمر يستحق الاهتمام في ظل الأوضاع البيئية السيئة بسبب تراكم أكوام القمامة التي تعاني منها معظم البلدان العربية، إلا أن تعامل اللجنة التي ينبغي أن تكون من العلماء مع اختراع “مرح” يدل على جهلهم بالثورة التقنية الصناعية في الدول الغربية، حيث تستحوذ هذه الاختراعات على اهتمامها، فقد ساهم البنك الدولي بصرف 4,5 مليار دولار لدعم مئات المشاريع للتخلص من النفايات الصلبة وإعادة تدوير دون التأثير على البيئة.
ففي الدول الغربية كـ (السويد وكاليفورنيا) يرمون القمامة قطعة تلو الأخرى ثم يقوم (عامل النظافة) بفرزها من خلال تصنيفها كمواد عضوية أو بلاستيكية أو معدنية … إلخ لإعادة تدويرها والاستفادة منها بدل أن تتراكم وتلحق الضرر بالبشر وطبقات الغلاف الجوي.
أما ألمانيا فتتباهى بنظام إعادة تدوير النفايات لديها وتقوم باستيراد نفايات البلدان المجاورة حيث تعتمد بفرزها على وضع صناديق ملونة لكل لون مادة معينة ممَّا يدل على الوعي البيئي لدى الحكومة والشعب.
وأثارت طريقة سخرية لجنة التحكم مع اختراع مرح استياءً واسعًا لدى متابعي البرنامج على وسائل التواصل الاجتماعي فأطلقوا وسمًا على تويتر بعنوان ” عذرًا- مرح -اختراعك أكبر من عقولهم”.
فغرد عبد الرحمن: “الفكرة لم تلائم لجنة الحكم فالحل الأسهل هو رمي القمامة بالطريق مباشرة أو ربما في أقرب حاوية للمنزل وهو أقصى جهد نبذله ثم نتساءل لمَ الدول الغربية متقدمة على العرب؟”.
في حين غرد إلياس قائلًا: “من سخرية الأمور بأن الحكم اللبناني الذي استهزأ بمرح الحمد يعيش في بلد مليئة بالقمامة دون أن يجدوا لها حلًا عذرًا مرح الحمد”.
أما على الفايسبوك علق عزيز قائلًا: ” للأسف بأن مرح لم تكن على خبرة كافية بطريقة التعامل مع هذا الصنف من الأشخاص ولم تتمكن من إجابة لجنة الحكم بأنها جاءت لتقديم فكرة علمية للتصالح مع البيئة ولم تأتِ للغناء، وكان من الأجدر بأن تنهي مشاركتها طالما أن اختراعها ليس بالمستوى المطلوب أو لا يتساوى مع اختراعاتهم حين نصحوها بتطوير نفسها في الغناء متجاهلين بأن الفكرة حتى وإن صغرت قابلة للتطوير”.
يذكر بأن معظم السوريين ممَّن يقوموا باختراعات مماثلة يحظون باهتمام حكومات دول اللجوء الغربية، حيث أثبت كثير من السوريين نجاحهم في مجالات عدة ونالوا جوائز متنوعة لحثهم علَّ البحث العلمي والاختراع.