سألت صحيفة “يني شفق” التركية عائلة الفتاة السورية الراحلة “غنى أبو صالح” عن الرواية الصحيحة لحادثة القتل، فأجاب شقيقها المعتز بالله أبو صالح، قائلًا “مساء الخميس الماضي، بينما كانت غنى جالسة قرب حديقة بولاية غازي عنتاب (جنوب تركيا) تقوم بتدريس صديق لها (أحمد غازي) منهاج اليوس للتحضير للجامعة؛ كونها تحب مساعدة الآخرين، نزل شابان عن دراجتهما النارية وطلبا الهاتف منها، أجابت غنى أنها لا تملك رصيدًا. حسب عائلة صديقها غازي فإن الشابين كانت تبدو عليهما علامات السوء والريبة، ممّا دفع غنى وصديقها على المغادرة فورًا، ولم تمض دقائق قليلة حتى عاد الشابان نحوهما يطلبان سيجارة، وفي تلك اللحظات بدءا بمحاولة سرقة هاتف غنى، وحينما أبدت مقاومتها بدءا بطعنها عبر سكين حتى فارقت الحياة”.
ويحكي المعتز بالله شقيق غنى، أنّ الشابين القاتلين بدءا بضرب أحمد غازي صديق غنى، حيث تلقى طعنات عديدة بأماكن مختلفة في جسده، وبينما كانت تحاول غنى الهروب تلقت طعنة بقلبها حتى فارقت الحياة، بينما تم نقل صديقها إلى المستشفى ولا يزال يتلقى علاجه هناك.
ماذا عن هوية القتلة؟
قال شقيق غنى “لقد أمسكت الشرطة التركية بالقتلة على الفور، وستتم محاكمتهما خلال شهر أو شهرين، وتبين أنهما قاصران، أحدهما سيبلغ الثامنة عشر بعد شهور”.
“حتى الآن ليس لدينا معلومات عن هوية القتلة، لا يهم في الحقيقة إن كانا تركيين أو سوريين، فهما ليسا إنسانين أصلًا، لا يمكن لإنسان فعل هكذا جريمة لأجل هاتف. نحن كعائلة “غنى” لا تهمنا جنسية القتلة”.
اهتمام رسمي وشعبي من الجانب التركي
وعند سؤال الصحيفة فيما لو لاقت عائلة الراحلة اهتمامًا من قبل الجانب التركي، أجابت “لقد لاقينا اهتمامًا كبيرًا من عناصر الأمن، وعدونا بالقبض على القتلة خلال أقصر مدة وهذا ما حصل فعلًا. جاء كلٌّ من قائم المقام، ووالي غازي عنتاب، ورئيس جامعة غازي عنتاب، والعديد من المسؤولين الأتراك. كما رأينا مواساة كبيرة لنا من قبل الأهالي هناك، بعضهم طالب بإعدام القتلة رغم عدم تطبيق هذا القانون في تركيا، كما قام عدد كبير بتنفيذ إضراب في جامعة غازي عنتاب احتجاجًا على تلك الجريمة الوحشية”.
هل لديكم رسالة تريدون إيصالها؟
أكدت العائلة أنها لا ترغب أن تتحول حادثة القتل إلى مسألة بين الأتراك والسوريين، حيث أشارت إلى أن القاتِلَين عندما قتلا غنى لم يكونا يعرفان أنها سورية أو تركية، ولم يقتلاها كونها من سوريا.
وأكد شقيق الراحلة غنى، قائلًا “أنا وعائلتي لا نريد أن تتحول حادثة القتل إلى حديث من هذا النوع، نحن هنا ضيوف في تركيا، وهناك الكثيرون من الأتراك يتعاطفون معنا على أعلى المستويات، أما حقنا من مقتل أختنا فقد أوكلناه إلى الله”.
يجدر بالذكر أن غنى أبو صالح سقطت قتيلة، الخميس الماضي 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بالقرب من حديقة “إنغيل سيزلار” بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.