طرحت وزارة السياحة في النظام السوري منزل رائد المسرح العربي والسوري، أبي خليل القباني، للاستثمار السياحي.
وأعلنت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني الثلاثاء 11 كانون الأول، عن استدراج عروض لاستثمار بعض المواقع التي طرحتها للاستثمار السياحي في عدة محافظات، في اللاذقية “مشروع المجمع السياحي”، و مجمع “فينوس السياحي”.
واستولت وزارة السياحة في النظام في عام 2010 على منزل القباني الواقع في منطقة المزة كيوان، وهو منزل ترابي متهدم تعرض للنسيان والدمار خلال السنوات الماضية.
السياحة أعلنت عند استملاكها المنزل لتحويله إلى مسرح ومتحف، لتخليد ذكرى القباني، إلا أنها وبعد أربع سنوات فقط، أي في عام 2014، أعلنت عرض المنزل للاستثمار السياحي.
وتمكن مستثمر محلي حينها من الحصول على عقد استثمار المنزل، إلا أنه لم يتم استثماره فعليًا، ليبقى على حاله، ومرة أخرى، عادت وزارة السياحة هذا العام إلى عرض المنزل للاستثمار السياحي كمطعم أو منشأة سياحية.
وكان الكاتب والصحفي السوري الموالي سامر محمد إسماعيل كتب، عبر صفحته في “فيس بوك”، مستهجنًا هذه الخطوة، “البيت في محلة كيوان وضعت وزارة السياحة يدها عليه منذ سنوات.. ومع الأسف تسعى لتحويله إلى مطعم أو منشأة سياحية.. نرجو ونهيب بكل الجهات المعنية إنقاذ هذا الأثر الحضاري المهم.. ولا سيما أنني عرفت من الأستاذ حسان ثابت قباني أحد أحفاد الشيخ أبو خليل، أن مذكرات جدِّه قد سرقت وتم نهب جدرانيات بديعة من المكان المهمل، والذي كان حريًا بنا أن يكون متحفًا أو مسرحًا وقبلة لكل مثقفي ومسرحيي العالم”.
من هو أبو خليل القباني؟
هو رائد المسرح الغنائي العربي، اسمه أحمد أبو خليل بن محمد آغا بن حسين آغا آقبيق، ولد في دمشق عام 1833، لقب في عهده بـ “القباني” لأنه كان يملك قبّان باب الجابية نسبة إلى القبابين التي كانت بذلك التاريخ ملكًا لفريق من العائلات في كل حي من أحياء دمشق.
يعتبر القباني أول من أسس مسرحًا عربيًا في القرن التاسع عشر في دمشق، وقدم عروضًا مسرحية وغنائية وتمثيليات عديدة منها “ناكر الجميل”، “هارون الرشيد”، “عايدة”، “الشاه محمود”، و”أنس الجليس”.
قدم أول عرض مسرحي خاص به في دمشق عام 1871،وهي مسرحية “الشيخ وضاح ومصباح وقوت الأرواح” ولاقى استحسان الناس وإقبالًا كبيرًا.
سافر مع مجموعة ممثلين سوريين إلى مصر حاملًا معه عصر الازدهار للمسرح العربي الذي هو رائده، وكذلك مؤسس المسرح الغنائي حيث أدى مسرحية “أنيس الجليس” عام 1884، فازداد شهرة أكثر وتتلمذ على يديه الكثير من رواد المسرح بعد ذلك.
كما سافر إلى الأستانة وإلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي سنواته الأخيرة دوّن أبو خليل القباني مذكراته، وتوفي بمرض الطاعون بدمشق ودفن فيها عام 1903، تاركًا أسس وبداية المسرح العربي.