عبدالملك قرة محمد |
يلاحظ الجميع في الداخل السّوري أن كل المشروعات التي تقدمها المنظمات تنموية لا إغاثية كما كانت في السنوات الماضية.
هذه المشروعات تحتاج مادةً أولية أساسية أهم من المال والأدوات، إنها الإنسان العامل القادر على قيادة المشاريع.
ولمّا كانت المرأة السورية أحد جناحي المجتمع السوري الذَين ينهضان به نحو الأعلى كان لزاماً على تلك المؤسسات والمنظمات العمل على إدخال المرأة في العملية التنموية لتكون إلى جانب الرجل في تكوين المشروعات وتقديمها وصياغتها بشكل يواكب متطلباتِ العصر.
من هنا كان مشروع مشكاة أحد المشروعات التي تقدمها مؤسسة شام لتمكين المرأة، بهدف تعزيز دور مئتي امرأة من مكونات المجتمع المدني لتتمكنّ من القيام بدور ريادي في قيادة المجتمع والخروج عن النمط التقليدي الذي يقولب المرأة في مهن معينة، وذلك خلال عام 2018.
كيف تبدئين مشروعك؟
للعمل في أي مشروع ستحتاجين بدايةً إلى إتقان متطلبات العصر التكنولوجية، فقد أصبح الحاسوب الأداة الأولى التي يتطلبها أي مشروع مهما كان صغيراً.
لذلك بدأ مشكاة تدريب النساء في ريفي حلب الغربي و إدلب الشمالي على أساسيات البرامج المكتبية وبرامج التواصل الاجتماعي لأنها ضرورية في تقديم المشروع وتسويقه ثم انتقل مشكاة بعدها إلى دورات تعريفية بحقوق المرأة وواجباتها ودعّم ذلك بدورات أخرى اجتماعية تدور في فلك التواصل.
بعد الدورات التمهيدية قدّم مشكاة دورة “أساسيات في إدارة المشاريع” التي تضمنت التعريف بدورة حياة المشروع وآلية دراسته وصياغته وتقديمه وفق أحدث نماذج الإدارة.
ومع نهاية الدورة استثمر عدد من النساء الأفكار التي تلقونها في التدريب وترجمنها على أرض الواقع كمشروعات صغيرة لكسب المال والمساهمة في العمل المجتمعي.
نور أحمد كانت إحدى المتدربات اللائي استفدن من مشكاة فقد طورت مهاراتها وافتتحت مكتبةً صغيرةً لتقديم الخدمات الورقية.
تقول الآنسة نور: لقد كانت التدريبات مفيدة جداً على الصعيد الشخصي وأنا أتقن اليوم العمل على الحاسوب وأستطيع أن أستفيد من تكنولوجيا العصر وأوظفها في مشروعي لإنتاج أكبر وأكثر ربحاً.
أما مديرة المشروع إيناس حمادة فقد أشادت بإقبال النساء على المشروع إذ تقول: “عمل المرأة في مشروعات إنتاجية فكرة جديدة ومن المعروف أن المرأة تعمل غالباً مهناً محددة كالتعليم والتمريض، لكن العمل في مشروعات يقودها رجل غالباً هو ما نحاول تمكينها فيه وهو محور دورة “أساسيات في إدارة المشروعات” في مشكاة وقد شهد المشروع إقبالاً واسعاً من النساء”
من جهة أخرى قال المدرب عبد اللطيف صلاح “إن التفاعل من قبل المتدربات كان على مستوى عالٍ” مبيناً أنه لاحظ أفكار إبداعية لمشروعات مهمة يحتاجها المجتمع السوري مؤكداً ضرورة صقل الطاقات والإمكانيات المتوفرة في الداخل السوري.
إن المجتمع السوري يمر بعملية نهوض إنتاجي يقودها السوريون المؤمنون بقدرتهم على الانبعاث من تحت الرماد نحو استقرار اقتصادي تكون فيه المرأة ركناً أساسياً وعنصراً فاعلاً كما عودتنا في المجالات المختلفة.