بقلم : إسماعيل المطير“لا يؤلم الجرح إلا من به الألم”، كلمة طالما سمعناها ولكن الكثير منَّا يجهل أو يتجاهل معناها الحقيقي. ما أريد قوله هو أنَّ الدَّم السوري مازال يُسفك منذ أكثر من أربع سنوات، ومازال العالم كما هو مُتوقع لا يبدي أي ردَّة فعل يوقف القتل بها. براميل الموت والأسلحة الكيماوية والغازات السامة وغيرها من طرق القتل الوحشية، ضحايا من النساء والأطفال والشيوخ ومازال العالم يتفرج، والعرب يتفرجون، وأمَّة الإسلام تتفرج. أمَا آن لنا أن نعرف أنّ ثورتنا يتيمة، ولن ينفعنا غيرنا مادام لا يتألم كألمنا! المصيبة أنَّ الكثيرين ما زالوا يعوّلون على الخارج، يعولون على أمريكا وحلفائها، لعِلمهم أنَّها تبحث عن عميل جديد لها يحمي ربيبتها “إسرائيل” بعد أن تهاوت أركان عرش عميلها “بشار الأسد” تحت ضربات الثوار.هؤلاء مستعدون لبيع أمَّهاتهم وآبائهم كُرمةً لعين أمريكا، يتسابقون و “يتحامرون” في خطبة وُدِّها، ويقدمون لها فروض الطاعة وكأنَّها ربُّهم الذي خلقهم ورزقهم، لعلَّهم ينعمون ببعض الفتات الذي ستجود به عليهم.للأسف، هذا حال غالبية سياسيي ثورتنا، وهم لا يعلمون أنَّ أحدهم ليس إلا حجر شطرنج، ولا فرق أبداً سواءً كان ذلك الحجر ملكاً أم بيدقاً، طالما أنَّه مجرد حجر بيد اللاعب، وإن علِم بعضهم ذلك سعى لأن يكون حجراً “ملكاً”، ثمَّ ينسى أنَّه يُحمى بغيره من الأحجار لضمان الفوز لا أكثر.تباً لهم، يظنون أنَّهم سيَحكُمون وهم يُحكَمون، ويظنون أنَّهم يقدمون ما يكفي لسدّ شهوة أمريكا ونهمها، لتكافئهم كما كافأت شيعة العراق فأوصلتهم إلى الحكم من فوق دباباتها.علينا أن نكون واقعيين بعد كل ذلك، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ومن ضحَّى وقاتل وحرَّر، هو وحده من يستحق قيادة البلد في المرحلة القادمة، وأنَّ من قادها في الحرب لن يعجز عن قيادتها في السلم، وأمَّا هؤلاء “الفندقيون” ممَّن يدّعون الثوريّة فإنَّهم لم يقوموا بواجبهم، وفشلوا في تحقيق انتصارات سياسية توازي انتصارات الثوَّار على الأرض، بل فشلوا حتَّى في تحقيق اعتراف عالمي رسمي بهم.لم يستفد الشعب السوري منهم أبداً، بل سرقوا وتسوّلوا باسمه، وتاجروا بدمه، وتباكوا على شهدائه وأرامله وثكالاه ويتاماه ومشرديه.كذّابون أفّاكون لم تطأ أقدامهم أرض الوطن خوفاً على أنفسهم… دماؤهم ليست كدمائنا، وأرواحهم من طبيعة أخرى ليست كأرواحنا….نعبد الله… ويعبدون أمريكا.