أعلنت مجلة «دير شبيغل» أنها سترفع دعوى قضائية على أحد صحافييها السابقين للاشتباه بأنه اختلس تبرّعات لأيتام سوريين جُمعت بفضل مقال له يثير أيضاً شكوكاً في صدقيته.
وقالت المجلة الأحد 23 ديسمبر/كانون الأول 2018، إنها تملك معلومات تشير إلى أن الصحافي المعروف كلاس ريلوتيوس أطلق حملة تبرعات لمساعدة ضحايا تحدّث عنهم في أحد مقالاته، لكنه جمع المال في حسابه الشخصي.
وكتبت المجلة على موقعها الإلكتروني: «ستعطي دير شبيغل كل المعلومات للنيابة العامة».
وأقرّ الصحافي بأنه اختلق قصصاً وشخصيات في 12 مقالاً. وكشفت الصحيفة هذه القضية الأربعاء بعد استقالة الصحافي البالغ من العمر 33 عاماً في السادس عشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
بعد ذلك، أخذ عدد من القراء يتصلون بالمجلة لمعرفة مصير الأموال التي تبرّعوا بها، والتي ظنّوا أنها ستذهب لأيتام سوريين يعيشون في شوارع تركيا.
ووصفت المجلة هذه الحادثة في عددها الصادر السبت بأنها «أسوأ ما قد يحدث مع مطبوعة»، متعهّدة بـ «بذل كل ما يمكن لاستعادة صدقيتها» ومقرّة بالضرر الذي تحدثه قضية كهذه على الثقة بها، وبالإعلام بشكل عام.
سبق أن حاز جوائز عدّة
وخصصت مجلة «دير شبيغل» الألمانية صفحتها الأولى، السبت 22 ديسمبر/كانون الأول 2018، للاعتذار عن اختلاق صحافي فيها -سبق أن حاز جوائز عدّة- قصصاً لتلفيق أخبار.
واستقال الصحافي كلاس ريلوتيوس (33 عاماً)، بعدما أقر بأنه اختلق قصصاً وشخصيات في أكثر من 12 قصة صحافية نُشرت بالنسخ الإلكترونية والورقية للمجلة الأسبوعية، التي تعدّ من أهمّ المطبوعات الألمانية.
وتلقّى ريلوتيوس، مطلع ديسمبر/كانون الأول 2018، جائزة مراسِل السنة، عن مقال حول شباب سوريين أسهموا في انطلاق تظاهرات 2011 ضد النظام.
وعنونت المجلة صفحتها الأولى بعنوان «انقل المعلومة كما هي»، في إشارة الى شعارها الذي وضعه مؤسِّسها رادولف اوجستين، الذي يعلو مدخل مقرها الرئيس في هامبورغ.
وفي مقال لهيئة تحريرها، قالت المجلة إن الفضيحة التي تتضمن مواضيع، من بينها الأيتام السوريون وناجٍ من المحرقة، تعد من «أسوأ الأمور التي يمكن أن تحدث لفريق تحرير صحافي».
واعتذرت عن ارتكابها هذا الخطأ، وتعهدت بـ «القيام بكل شيء لتعزيز مصداقيتنا مجدداً».
يكتب في المجلة منذ 7 سنوات
ويكتب ريلوتيوس في المجلة منذ 7 سنوات، وحاز جوائز عدة تقديراً للصحافة الاستقصائية التي يضطلع بها، من بينها صحافي العام من محطة «سي إن إن» في 2014.
وبعدما وجّه إليه صحافي، تعاون معه في مقال عن روايات من الحدود الأميركية-المكسيكية، اتهامات في هذا الصدد، أقرّ ريلوتيوس بأنه اختلق تصريحات ومَشاهد.
وقالت المجلة إنها كانت «محظوظة بأن أحد موظفينا نجح في اكتشاف الأمر».
ويقدّر عدد المقالات التي لفّقها بـ14، بينها واحد عن يمني أمضى 14 عاماً في غوانتانامو من دون أي سبب وجيه، وآخر عن لاعب كرة القدم الأميركية كولن كابرنيك، الذي آثر الركوع عند بث النشيد الوطني خلال المباريات، تنديداً بأعمال العنف العنصرية الطابع. وكان الصحافي قد ادّعى أنه قابل والديه.
وقال ريلوتيس لـ «دير شبيغل» إنه ندم على أفعاله وشعر بالخجل العميق، وأنه «مريض ويحتاج للمساعدة».
وفسر ريلوتيوس فعلته بالقول «إن ما حدث لم يكن له علاقة بالتفكير في الاختراقات الصحافية الكبرى، وإنما كان بسبب الخوف من الفشل. إن الشعور بضغط لزوم تجنب الفشل، كان أكبر من النجاح الذي وصلت إليه».
يذكر أن واقعة مشابهة حدثت مع صحيفة «الغارديان» البريطانية في العام 2016، بعدما نشرت مقالا كشف فيه عن فبركة مراسلها في القاهرة لقصص إخبارية سردها على لسان مصادر لم يقابلها.
وقد حذفت الصحيفة البريطانية أنذاك 13 قصة إخبارية كتبها المراسل ونشرت على موقع الصحيفة الإلكتروني.
ويصف أنصار حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف وسائل الإعلام الرئيسة بـ «الإعلام الكاذب». واستغل اليمين المتطرف في ألمانيا القضية ليعتبرها «دليلاً على الاختلال الوظيفي لوسائل الإعلام الجيدة».
المصدر: عربي بوست