تقرير : فارس الحلبيلم يقتصر العمل الإغاثي والتعليمي والمهني في المناطق المحررة في مدينة حلب على الرجال فقط، بل كان للمرأة دورها المهم في هذه الجوانب، فقد أخذت النساء موقعهنَّ في خدمة المجتمع، حيث شاركنَ في توزيع السلل الإغاثية على العوائل المتضررة في المدينة، كما ساهمن في إقامة عدة ورشات تدريبية للفتيات منها تعليم الخياطة والتفصيل، كما أقمنَ دورات في فن الحلاقة النسائية، حيث اكتسبت الفتيات مهارات تساعدهنَّ في تفادي صعوبات الحياة.كما شاركت عدة جمعيات في مجال التعليم وفن الحرف، وذلك بإقامة عدة دورات لمحو الأمية للأمهات وخاصة ذوات الأعمار الكبيرة اللواتي أصحبنَ مشغولات في تربية أبنائهنَّ ورعاية منازلهنَّ، فقد استطعنَ بما أوتين من إمكانيات بسيطة زرع الابتسامة على وجوه الكثيرات اللائي اعتقدن أنَّ قطار التعليم قد فاتهن.هذه الجمعيات التي تضم أعداداً كبيرة من النساء في المجالات الإغاثية والتعلمية تميزت في اختيار ما يناسب مجتمعنا من دورات وورشات عمل، حيث يعملنَ بجد ونشاط، همهم الوحيد ترك بصمة في المجمع للأجيال القادمة، لذلك عملت المرأة في المجال المهني الذي يتناسب مع طبيعتها.سمر هي زوجة أحد الشهداء تقول عن عملها في ورشة الخياطة:”عندما استشهد زوجي بقيت مع أهلي ولدي طفلتان، أردت أن أكون عوناُ لهم في تعليمهم وتلبية حاجاتهم من متطلبات الحياة، فأمنت لي جمعية نساء سوريا عملا في ورشة خياطة بعد أن دُربت على العمل بشكل جيد”أميرة التي خضعت لدورة تعليم “فن الحلاقة النسائي” التي أقامتها جمعية نساء سورية تقول:”إنَّ العمل مهم وضروري، لذلك نحن كنساء نسعى دائماً إلى تقديم أي شيء للثورة، واستمرارنا بالعمل يدل على بقاء الحياة والأفراح في مناطقنا، ويزرع الأمل بأننا نستطيع أن نعود إلى حياتنا رغم كلِّ ما نمر به.للمرأة دور مهم في بناء الأجيال خاصة العلمالمرأة لها دور بارز في صناعة الأجيال وإرشادهم وتعليمهم الأخلاق، لينهض هذا الجيل بمجتمع أفضل، فكثير من النساء يعملن في مجال التعليم وفي عدة منظمات منها “ارتقاء وافق” فالمرأة هي عوناً للرجل والطفل.أم عمر المدرِّبة في دورة محو الأمية” هناك عدد من نساء الشهداء والأرامل والمطلقات يصعب عليهن قراءة الكلمات أو كتابتها، لذلك أقمنا دورة في محو الأمية لتطوير المرأة ومساندتها في تقديم الدعم لتعليم أطفالها، فعندما تكون الأم هي قدوة أطفالها وخصوصاُ بعد فقدانالأب نصل إلى الحفاظ على الأولاد من الجهل.ثمَّة عدد من النساء يعرفن القراءة، ولكن يصعب عليهن الكتابة، لذلك نسعى دائماً إلى تطوير المرأة في المجتمع، فالتعليم أساس التطوير”سوسن مدرِّسة في إحدى مدارس حلب الحرة تقول:”العلم ضروري لكل الأجيال، ونحن في ظروف حُرمت الطفولة فيها حق التعليم، ونحن دورنا مهم في نهضة المجتمع ومساعدة أجيالنا لقيادة المستقبل، لكن النظام يستمر باستهداف مدارس التعليم والروضات، لذلك نسعى إلى تأمين أماكن نحافظ بها على من تبقى من أطفالنا”المرأة العاملةتُعلمُ المرأة بعض الحرف الصناعية لتعمل بها في المجتمع، فمن النساء من خضعن لدورات تعليم مهن حرفية، لتكون باب رزق لهن، وليكنَّ إلى جانب أزواجهن في تأمين متطلبات الحياة.كوثر إحدى النازحات من ريف إدلب”عندما قُصف منزلنا انتقلت إلى العيش في مدينة حلب المحررة، وزوجي مجاهد مع الثوار، لكنَّه لا يستطيع تأمين كافة احتياجات المنزل، فقررت أن أساعده وبحثت عن عمل حتَّى تمكنت من الوصول إلى جمعية نساء سورية التي قدَّمت لي العمل في ورشة الخياطة، وأنا الآن أعمل في تلك الورشة، وبذلك أستطيع تأمين بعض لوازم المنزل لأساعد زوجي فيها لنستمر حتى إسقاط نظام الأسد”إنَّها مؤسسات جديدة لإخراج المرأة من أجواء العزلة والجلوس في المنزل إلى التطلع للمستقبل والعمل من أجل جلب متطلبات الحياة وتخطي جميع الظروف الصعبة.إضافة إلى تعليم مهن جديدة وحرف تفيد المرأة في حياتها، كل هذا يدل على صمود المرأة السورية ووقوفها إلى جانب الرجل.