رممت مليشيا “حزب الله” اللبنانية مساجد في مدينة الزبداني في ريف دمشق، وافتتحتها مؤخراً أمام الزوار من لبنان بعد تحويلها إلى ما يشبه “المزارات”، بحسب ما نقل موقع “المدن”.
ونقل المصدر عن سكان محليين أن المساجد التي حولها الحزب إلى مزارات هي المحطة وسط المدينة وقلعة الزهراء في حي قلعة الزهراء غربي المدينة، والغفران على طريق الزبداني–سرغايا.
ولم يُسمع الآذان من مسجد الغفران، منذ أن رممته مليشيا الحزب التي تمنع على المدنيين دخوله رغم أنه يقع خارج المربع الأمني للمليشيا في المدينة، في حين يرفع الآذان بشكل اعتيادي من مسجدي المحطة وقلعة الزهراء، رغم أنهما في القطاع الخاضع لسيطرة المليشيا.
وعلّق عناصر المليشيا على الجدران الداخلية لتلك المساجد صور قتلاهم الذين قضوا في معركة الزبداني، منذ أكثر من عامين، والذين يقدر عددهم بأكثر من 100 قتيل. ولم تطرأ أي تغييرات على أسماء المساجد أو هياكلها الخارجية.
وتنظم مليشيا الحزب، خلال أيام العطل الرسمية والمناسبات الدينية، زيارات لذوي قتلى الحزب الذين سقطوا في الزبداني، وتقودهم في جولات داخل المربع الخاضع لسيطرتها، وتجمعهم عقب انتهاء الجولة في المساجد التي رممتها، ليلقي عليهم قياديون ميدانيون في المليشيا خطابات عن أهمية التضحيات التي قدمها أبناؤهم للسيطرة على المدينة. مصادر “المدن” تشير إلى أن قياديي المليشيا في الزبداني قدموا عهوداً لذوي القتلى بأن “لهم نصيباً من المنطقة عند بدء عملية الاعمار”. كما عمل الحزب أيضاً على تغيير أسماء بعض الشوارع في المدينة.
ويسعى الحزب من خلال هذه الجولات الميدانية والزيارات إلى جعل منطقة الزبداني مألوفة لدى ذوي مقاتلي المليشيا، وزرع مشاعر الانتماء إليها عند أنصاره. ويعتبر قادة المليشيا في الزبداني أن المدينة من حصتهم، ويعملون على التمهيد لاستقرار طويل الأمد فيها، بعدما اعتبروها حصة لهم، ربما بسبب قيمتها الرمزية نتيجة عدد القتلى الكبير من الحزب الذي سقط في معركة حصار الزبداني ضمن سياسة “التجويع والتركيع” التي انتهت بتهجير المعارضة والأهالي منها. هذا، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي المهم على الحدود السورية اللبنانية.