أحمد حدادمسؤول الأنشطة في مؤسسة قبسها هي الذكرى السنوية الأولى لمجزرة عين جالوت تطل علينا هذه الأيام، تلك المدرسة التي كانت النواة التي انطلقت بها مؤسسة قبس للتربية والتعليم.حينها لم يكتمل الشهر الرابع من عمر مؤسسة قبس عندما خسرت اثنين من خيرة كوادرها الشابة (الموجه التربوي محمد دقاق، ومدرس الرياضيات بشار الغفري) وخسارتها الكبرى كانت بفقدان كوكبة من أفضل طلابها، لتواجه هذه المؤسسة الناشئة بذلك أصعب امتحان وأقسى تحدٍ منذ تأسيسها. ولولا فضل الله كادت هذه التجربة توأد في مهدها.
قبس …تحدي الاستمرار
لم يكن السؤال هل سنستمر؟ بل كان السؤال كيف سنستمر؟وبدعم وتوجيه من المنظمة الأم (بنيان) تحوَّلت المؤسسة المكلومة إلى خلية نحل، فريق انطلق لاستئناف العملية التعليمية والتربوية في ظل هذه الظروف العصيبة، وفريق بدأ بإعادة الإعمار وتجهيز المباني الجديدة.بينما كان الفريق الثالث هو اليد البيضاء التي تتفقد أحوال الجرحى والمصابين، وتواسي ذوي الشهداء، وتقوم بواجبها تجاههم.
وعد وثبات
كان لزاماً عليها ووفاءً لدماء شهدائها أن تستبدل برداء الحزن ملابس العمل وتشمِّر عن ساعد الجد. وانطلقت المؤسسة مجدداً لتنخرط في الرؤية الجديدة لمنظمة بنيان، فكان نادي الوفاء لشهداء عين جالوت الصيفي، ثمَّ تبعتها مرحلة التوسع والانتشار، لتكون قبس في ريف حلب بمدرسة ابتدائية وإعدادية، كما توسع نطاق نشاطها في حلب المدينة أيضاً لتصبح المؤسسة قائمةً بالرعاية والإشراف التربوي والتعليمي على أربع مدارس.وفي سبيل ضمان الجودة في الأداء المهني وفق المعايير التربوية المطلوبة، توازت الجهود على محاور العمل المختلفة. ففي محور التدريب والتطوير أقامت مؤسسة قبس سلسلةً متكاملة من الدورات التدريبية والمحاضرات والحملات الإعلامية التربوية التي عملت على رفع القدرات والمهارات للكوادر التعليمية العاملة في المؤسسة.كما كان هناك عدة نشاطات عملت على بناء القدرات لدى الطلاب من مهارات التفوق الدراسي ومهارات الحياة ومهارات التفكير ونشاطات أخرى ترفيهية هادفة مثل سباق الأم سوريا ومعرض كي لا ننسى وحفل تكريمي لأمهات الطلاب، ليتكامل العمل بين المؤسسة وأسر الطلاب في بناء الإنسان بناء علميا وتربويا.وفي محور آخر أقامت مؤسسة قبس عدة شراكات ومذكَّرات تعاون مع منظمات دولية، كما كان لها دور بارز وداعم للجهود المحلية المختلفة الرامية لدفع عجلة التعليم وخاصةً مديرية التربية في محافظة حلب.
قبس …عين على المستقبل
شأنها شان المؤسسات الطموحة، ترنو مؤسسة قبس للمزيد من التطور والتميز، فحجم التحديات التي تنتظر بلادنا في المستقبل تحتِّم على الجميع تحمُّل أعباء المرحلة الصعبة واستنهاض الهمم والإتقان والإبداع في إيجاد الحلول حتى نصل إلى أحلامنا التي عاهدنا شهداءنا على بذل الغالي والنفيس لتحقيقها.