نبيل الشحادة |
“أنا لم أفشل بل اكتشفت 10000 طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها” من قال لأديسون أنت غبي لم يثنهِ عن نجاحاته وتقدماته الباهرة التي هي الآن تسود العالم بغض النظر عن الولاء الديني والفكري.
وقال أيضًا: “سقوط الإنسان ليس فشلاً، ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط.”
يقول الله سبحانه: “وفي أنفسكم أفلا تبصرون”
لم يعلم كثير من الناس قدراتهم العظيمة واللامحدودة التي أودعها الله فيهم، إذ تجد أن معظمهم يعيشون تحت الحد الأدنى لقدرتهم الحقيقية، وتجدهم يضيِّعون أوقاتهم سدى دون أي استثمار لحياتهم ووقتهم ودن غاية أو هدف، بل أقنعوا أنفسهم وعودوها عدم النجاح والتقدم والعظمة، وعندما يُذكر على سبيل المثال عظيم من العظماء أمامهم يقولون: “هو عظيم وحده ونحن فاشلون”
هؤلاء لا ينظرون إلى أنفسهم أنهم يملكون كما يملك ذلك العظيم من طاقات وقدرات ووقت، لكن الفرق أن العظيم استغل هذه القدرات بينما هم تركوها في سبات شتوي والله أعلم متى تستيقظ.
أقول: إن الفشل والنجاح قرار ذاتي ينبع من داخلك تجاه نفسك، فمن قرر أن ينجح حكم على نفسه بالنجاح، ومن قرر أن يفشل حكم على نفسه بالفشل والإخفاق، ولا يستطيع أحد أن يؤثر عليك دون إذنك، ولا يوجد شخص يمكن أن يجعلك تحس بأي إحساس سواء بالفشل أو الإحباط أو القلق أو الفرح أو النجاح بدون إذنك أنت؛ فقرار نجاحك أو فشلك بيدك، أنت من تصنع مستقبلك وأنت من تدمره.
يا أخي خذها عندك قاعدة: “أي مؤثر خارجي يؤثر عليك فإنه يؤثر عليك بإذنك أنت وإلا فلا”
الفشل، يا أخي، هو ثمن العظمة، وثمَّة من لا يعلم عظيم هذا، يقول (ديفيد كيلي) الخبير في مجال الابتكار والتجديد: “كلما أسرعت في التعرض للفشل، أسرعت في تحقيق النجاح”.
بل إن أنجح الأشخاص في العالم هم الذين تعرضوا للفشل أكثر من الأشخاص العاديين. وكما يقول المثل: “الضربة التي لا تقتلني تقويني”
أعطِ وقتاً كافياً لأهدافك، فأنت المسؤول عن حياتك وكل شيء فيها، ويجب أن يكون التزامك مع أهدافك عالٍ جداً لتكون أفضل في كل يوم تتقدم فيه عن سابقه، ويجب أن تضحي في خروجك مع أصدقائك وبمشاهدة التلفاز وإضاعة وقتك في الأشياء التي لا معنى لها، فالأشخاص العظماء يتزوجون أهدافهم ويسرعون للوصول إليها..
هل تعتقد أن “بيل جيتس” بدأ شركة ميكروسوفت بالشعور بالارتياح حوله؟
هل تعتقد أن “يوسين بولت” نام في طريقه ليصبح أسرع رجل في التاريخ؟
وهل تعتقد أن “جاك مان” صاحب شركة علي بابا أصبح من الرموز الغنية في العالم لمجرد الصدفة؟ بالطبع لا، لقد عملوا بجهد جميعهم وعلموا أن “النعيم لا يدرك بالنعيم ولا يدرك براحة الجسد”
إن كنت تعتقد أن الأمور العظيمة سوف تأتيك بطريقة سحرية فأنت تخدع نفسك وتضيع وقتك، قل لنفسك إنني سأثبت للعالم بأسره أنني لست فاشلاً، بل سأنجح ولن يثنيني أحد عن مستقبلي الذي أبنيه وهدفي الذي أسعى لأجله.
سأقف وقفة جادة وأخطو من جديد، وسأوقظ قدراتي التي بداخلي، وسأتقدم نحو تحقيق أهدافي، لن يكن مروري من هذه الدنيا عابراً، سأترك أثراً طيباً خلفي، فأنت لم تمت بعد.
وأخيراً: قرر ما تريده بدقة، اُكتب أهدافك على ورقة وضع حداً زمنياً لها، ثم ارسم خطتك على الفور، وابدأ مستعيناً بالله ولا تستهن بهذه الخطوة العظيمة التي غفل عنها الكثيرون، لا تدمر قدراتك، أشعلها وأحيها بالهمة العالية، نظم وقتك ورتب أولوياتك وفكر بأهدافك دائماً، وثق بالله أنك ستحقق ما تريد فأنت تستطيع..