كثيرون هم اللاعبون العظماء الذين مروا بتاريخ كرة القدم ويستحقون لقب “أفضل لاعب في التاريخ”، بداية بالجوهرة البرازيلية بيليه والمايسترو الأرجنتيني دييغو مارادونا وصولا إلى يومنا هذا، إذ ينظر بعضهم إلى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بأنه أفضل لاعب في التاريخ، بينما يرى آخرون أن الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو “أفضل من لمس الساحرة المستديرة”.
غير أن الأخير يتقدم بخطوات على عظماء كرة القدم في طريقهم للحصول على لقب “الأفضل في التاريخ”. وسنحاول في هذا التقرير إيجاز أفضلية “الدون” بثلاثة عوامل:
1- منافسو رونالدو على لقب “الأفضل في التاريخ” مثل بيليه وميسي ومارادونا، حققوا الكثير من الألقاب الفردية والجماعية، ولكن أفضلية “صاروخ ماديرا” تكمن في أنه برز في أهم بطولتين أوروبيتين هما البريميرليغ والليغا، وفي طريقه لفرض سطوته على بطولة ثالثة هي الكالتشيو، إذ يتصدر قائمة هدافي البطولة بـ14 هدفا.
ففي سن الـ33، فاز رونالدو بكل شيء يمكن للاعب أن يحلم بتحقيقه، إذ فاز بخمس كرات ذهبية ولقب الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الأبطال مع مانشستر يونايتد، وكرر هذا الإنجاز مع ريال مدريد.
كما كان حاسما في فوز الملكي بثلاثة ألقاب متتالية في المسابقة القارية الأم، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي لاعب في التاريخ.
2- يقال إن هناك فارقا كبيرا بين لاعب جيد وآخر كبير، فاللاعبون الجيدون هم من يلعبون بشكل جيد مع فريق واحد، أما اللاعب العظيم فهو من يساعد أي فريق ينضم إليه لتحقيق الألقاب، ورونالدو أثبت نجاحه كلاعب جيد وعظيم في آن واحد.
فالدون نجح على مستوى الأندية والمنتخب وساهم في قيادة الأخير إلى أول ألقابه القارية بفوزه بكأس أمم أوروبا 2016، كما أنه هداف “برازيل أوروبا” التاريخي.
في المقابل يعاني ميسي في تقديم مستويات جيدة مع منتخب بلاده، أو قيادته للفوز بأي لقب قاري أو عالمي. وكذا مارادونا، إذ كان فعالا مع منتخب “التانغو”، ولكنه مع الفرق لم يقدم الإضافة إلا مع نابولي، بينما لم يلعب بيليه خارج أميركا الجنوبية.
وعادة ما يقدم “نجم يوفنتوس” مستوى ثابتا مع الفرق التي يلعب لها ومع منتخب بلاده، وهنا يمكن طرح سؤال: مارادونا وبيليه فازا بلقب المونديال، ورونالدو أخفق في ذلك، فكيف يكون الأفضل؟ ليأتي الجواب بأن تشكيلة منتخب البرتغال لا تملك لاعبين بجودة منتخبي “السامبا” و”التانغو” عندما كان يلعب لهما بيليه ومارادونا، وبما أن “يدا واحدة لا تصفق”، فمن الصعوبة بمكان أن يقود لاعب واحد منتخب بلاده للفوز بالكأس الذهبية.
3- رونالدو أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف بين اللاعبين الذين لم يعتزلوا اللعبة، فهو “آلة تهديف حية” وصل رصيده من الأهداف إلى 586.
ومن بين منافسيه، وحده بيليه سجل أكثر منه، ولكن الأسطورة البرازيلية لم يلعب في دوري أبطال أوروبا الذي يتربع “الدون” على عرش هدافيها بـ121 هدفا.
وهو لم يفز فقط بلقبها خمس مرات، بل توج بجائزة هدافها في المواسم الأربعة الماضية على التوالي.
المصدر : الجزيرة _ رياضة