بقلم : وليد العربيالشعب – الناس – كلمات تصف حشودًا من تجمع سكاني لكتل بشرية ما، وغالباً عندما نقول تجمع بشري، فإننا نعني تجمع أناس تنحكم لعادات وتقاليد تخصها وتشتهر بها في مكان عيشها، فلكل بلد سمة ما تميزه عن باقي البلدان، فمثلاً في سوريا وتحديدًا في حيِّنا نشتهر بالضوضاء و الضجيج اللاإرادي من صغارنا حين يلعبون، فنفرح بصيحاتهم وصراخهم ونزداد فرحًا حين يمسي الليل و يدخلون إلى بيوتهم ينامون مسرورين، وحينها فقط تسطيع الجلوس في شرفتك وتحتسي كوبًا من الشاي وتقرأ كتابًا أو تتصفح في الأنترنت، طبعا من يعيش في بلدان الجوار لا يلمس هذا الواقع لا سيما في لبنان وتركيا، أمَّا سوريا فهي كوكب المفاجآت، لن ندعك ترتاح، فما إن ينتهي لهو الصغار حتى يبدأ ضجيج الكبار وخاصة بالموسيقا الصاخبة الخارجة من سيارة جيش ما مسرعة، أو سائق دراجة ما وقد جعل الصوت عالياً حتى يباهي الآخرين بآلته، ذلك والبلد يعمه القصف والدماء، ويحتاج إلى التضرع إلى الله والبكاء بين يديه لتزول عنا هذه المحن لا إلى الغناء والموسيقا.أين دَور المحكمة الشرعية والقضاء الشرعي و الفصائل التي تسيطر على الأحياء؟ يبدو أنَّ لهذه المؤسسات من مسمياتها القول لا الفعل والتطبيق.لماذا لا نسن قوانين تمنع المجاهرة بالمعصية؟لكي نرتقي بالمجتمع، ألا نستطيع تخصيص رقم أو أكثر لاستقبال شكاوي المواطنين وذلك عن طريق واتس اب أو فيبر، أم أنَّ المخافر المنتشرة لقيادة الشرطة الحرة تستخدم شبكة النت فقط للتواصل مع الأهل والأقارب و قيادات الخارج.وليست الشرطة الحرة معنية وحدها في هذا الأمر، بل كل فصيل ومؤسسة وهيئة، وإنني كمواطن لا يهمني حجم كتلة الإسمنت التي تُحصن نفسك بها، ولا حجم الراية التي ترفعها، ولا حجم حواجزك التي تقطع الطريق أكثر من تنظيمه، إنَّ مسؤوليتك أكبر من حصنك، مسؤوليتك المجتمع ككل، أو على الأقل التكتل السكاني الذي يحيط بك.آن لنا أن نتغير ونفرض القوانين على الجميع. وتنظيم أنفسنا بأنفسنا، وإلا فالأمواج الارتدادية التي تلي أول موجة تغيير لن ترحم أحدا، فاعتبروا يا أولي الألباب، هذا المجتمع بحاجة لمن يغيره، فإن لم تغيروه يا أولي الأمر أفسدكم وأرجعكم سيرتكم الأولى.