أيمن العتوم | شاعر أردني
مِنْ بَعْضِ نُورِكِ هَـــــذَا الصُّبْحُ يَأْتَلِقُ
مَــــــنْ كَانَ يُدْرِكُ أَنِّي فِيكِ أَحْــتَـرِقُ؟!
وَمَنْ تَرَاءَى لَهُ أَنِّي عَلَى قَــــــــــدَرٍ
في بَـحْرِ حُبِّكِ قَـــــدْ أَغْرَى بِيَ الغَرَقُ؟!
فَرُحْتُ أَسْــــــبَحُ وَالأَمْوَاجُ تَـبْـلَعُـنِـي
وَلَـمْ أَزَلْ بِكِ يَــــا “مَيْسُونُ” أَنْطَلِقُ
مُدِّي إِليَّ يَدَاً لَوْ لامَسَــــــــــتْ نَزَقِي
لأَسْــــــــكَرَتْنِي وَلَـمْ يَعْبَثْ بِيَ النَّزَقُ
نُثَارَةٌ أَنَا في قَـــفْــرٍ تُــصَـــــــــرِّفُـنِـي
هَذِي العُيُونُ، وَتَهْوَى قَتْلِيَ الـحَــدَقُ
أَرِقْتُ حَتَّى حَسِــــــبْتُ اللَّيْلَ يَعْشَقُني
وَلَـمْ يَزَلْ يَتَمَشَّــــــــى في دَمِي الأَرَقُ
فَلا تَزِيدي هُمُومِي الأَلْفَ وَاحِــــــدَةً
يَكْفِي الذي لا يَـمُوتُ الخَوْفُ وَالقَلَقُ
يَا وَجْهَ “مَيْسُونَ” مَا زَالَتْ مَوَاجِعُنَا
شَـــــــيْئَاً يُدَاعِبُ أَحْشَائِي وَيـَخْـتَـرِقُ
وَلَسْــــــــتُ بَعْدَكِ أَهْوَى، كُلُّ فَاتِنَةٍ
بَعْضٌ مِـــــــنَ الخَزَفِ اللَّمَّاعِ أَوْ وَرَقُ
وَكُلَّ مَا كَتَبُوا في العِشْقِ أَنْسَــــــخُهُ
وَأَنْسَخُ العِشْقَ وَالـحَيْرَى وَمَنْ عَشِقُوا
“مَيْسُونُ، مَيْسُونُ” أَنْتِ الحُبُّ أَجْـمَعُهُ
فَقَبْلَ حُبِّكِ شِــــعْرِي في الـهَوَى مِزَقُ!!
أُسْــــــطُورَةٌ أَنْتِ لَـمْ أُدْرِكْ مَـجَاهِلَهَا
وَكَيْفَ يُــدْرِكُ مَهْوَى الكَوْكَبِ الأُفُقُ
**********
حَبِيبَتي لَوْ مَشَتْ في الأَرْضِ لانْتَفَضَتْ
زَهْــــــوَاً بِهَا وَلَرَاحَ الرَّوْضُ يَصْطَفِقُ
تَوَرَّدَتْ خَـــــــجَلاً، وَالوَجْهُ مُؤْتَلِقٌ
فَكَيْفَ فِيهِ تَلاقَى الصُّــــــبْحُ وَ الشَّفَقُ؟!
عَضَّتْ عَلَى شَـــفَتَيْهَا وَهْيَ مَا عَلِمَتْ
قَلْبي الـمُعَذَّبَ عَضَّــتْ فَهْوَ يَـخْـتَـنِـقُ
لا تَطْلُبي الشِّـــــــعْرَ مِني كَيْفَ تَطْلُبُهُ
مَنْ أَبْدَعَتْهُ؟! وَمِـــنْ كَفَّيْكِ يَـنْـبَـثِـقُ
وَلا تَقُولي بِأَنَّ الشِّـــــــــعْرَ يَسْحَرُنِي
فَمِنْ عُيونِكِ هَذَا السِّحْرَ أَسْــــــتَـرِقُ
مَاذَا تُفِيْدُ عِبَارَاتِي، وَقَــــــــدْ بَلِيَتْ
لَوْلاكِ؟! فَهْيَ جَـــدِيبٌ مُوحِشٌ خَلِقُ
لَـمْ أَقْضِ حَقَّكِ شِـــــعْرَاً فهو يَطْلُبُنِي
مَتَى تُرَى مِـــــــنْ دُيونِ العِشْقِ أَنْعَتِقُ؟!
أَنَا الذي تَـعْـتَـرِيْـنِـي رِعْشَــــــــةٌ أَبَدَاً
وَفي الـجَوَى تَسْكُنُ الآَهَاتُ وَالـحُرَقُ
وَبـَحْرُ حُبِّكِ طُوفَانٌ يُـحَاصِـــــــرُنِي
وَلَيْسَ يُبْقِي عَـــــــــلَيَّ الوَابِلُ الغَدِقُ
مُعَذَّبٌ كُلَّ حَــــــــالاتِي وَ مُضْطَرِبٌ
فَهَلْ تَكُونينَ مِـمَّنْ فِيَّ قَــــــــدْ رَفِقُوا؟!
**********
حَبِيبَتي كَيْفَ أَنْسَى الدَّهْرَ جَـمْـعَـتَـنَــا
وَلي بِهَا الوَرْدُ وَالرَّيـْحَـــــانُ وَالعَبَقُ
في البَالِ … في البَالِ وَالأَفْكَارُ تَنْبِشُنِي
وَلَسْـــــــــتُ آَمَنُ أَفْكَارِي وَلا أَثِقُ
فَإِنْ أَكُنْ ذُبْتُ حُـــــبَّاً فِيكِ يَا قَدَرِي
فَلَيْسَ لِلقَلْبِ إِلا الوَهْـــــــمُ وَالرَّهَقُ
وَلَيْسَ لِلرُّوحِ إِلا اللَّيْلُ تَسْــــــــكُنُهُ
وَلَـمْ يَمُتْ بَعْدَ إِدْبَارِ الضُّـحَى الغَسَقُ
مَتَى أُبَعْثِرُ يـَـــا “مَيْسُونُ” أَمْـتِـعَـتِـي
وَأَسْــــتَـرِيْحُ، فَقَدْ مَــلَّـتْـنِـيَ الطُّرُقُ؟!