فريق التحرير |
بين الحين والآخر يلقي بعض المسؤولين والمواطنين اللبنانيين اللوم على اللاجئين السوريين في انهيار اقتصاد لبنان ويطالبون بترحليهم، آخرهم كان (جبران باسيل) وزير خارجية لبنان الذي حمّل اللاجئين السوريين تردي الاقتصاد اللبناني والعجز المتفاقم بممارسات عنصرية لدفعهم للعودة القسرية إلى سوريا.
لكن التصريحات الصادمة ل (ديفيد بيسلي) المدير التنفيذي لـ برنامج دعم الغذاء العالمي التابع لـ الأمم المتحدة أمام لجنة خاصة في البرلمان البريطاني جاءت لتؤكد، أن للاجئين السورريين دورًا كبيراً في دعم الاقتصاد المحلي في الدول التي يعيشون فيها وخاصة في لبنان.
مشيرًا إلى أن المساعدات النقدية التي قُدمت لدعم اللاجئين السوريين في لبنان عبر برنامج الغذاء العالمي، قد أنقذت الاقتصاد اللبناني من “الانهيار” لافتًا إلى أنه كان لديه تحفظات في البداية حول إعطاء تحويلات نقدية للسوريين، خوفًا من وصولها لأيدي متطرفين.
وأوضح ” بيسلي” أن هذا الدعم يأتي من “برنامج الغذاء العالمي” للسوريين على شكل منح مالية تُضاف على قسائم الشراء التي يستخدمها اللاجئون، ويستفيد أكثر من 450 محالاً من بقالة وسوبرماركت في لبنان تعاقدوا مع المنظمة، ليتم اعتبارهم جزءاً منه.
وعن وجود السوريين في لبنان قال “بيسلي”، “إن السوريين الذين نزحوا بسبب النزاع في بلادهم لديهم رغبة في العودة، ولا يريدون البقاء في لبنان أو في باريس أو برلين، بسبب تنقلهم مِن بيوتهم مرات عدة، ومِن طبيعة الإنسان أنه يكره مغادرة منزله أو وطنه، فإن أعطيتهم أي سبب للبقاء على قيد الأمل، فإنهم يبقون في بلادهم”.
برنامج الغذاء العالمي كان قد أنفق 600 مليون دولار على شكل تحويلات نقدية حتى الآن، بإنفاق 2.2 مليار دولار، مؤكداً أن التكلفة المالية لدعم اللاجئ السوري تصل إلى 100 ضعف عن تكلفة دعم السوري المحتاج داخل سوريا بعد إضافة الدعم المماثل المقدم من الأمم المتحدة، وأشار بيسلي إلى أن “دعم السوري في دمشق يُكلف البرنامج 50 سنتًا في اليوم الواحد، مقابل 50 يورو لدعم اللاجئ خارج الحدود”.
يذكر أن، اللاجئين السوريين يعانون من ظروف معيشية صعبة في مخيمات غير رسمية، وإلى مضايقات مستمرة من قبل اللبنانيين، بالمقابل اعترفت كثير من الدول الأوربية المضيفة للاجئين السوريين بأنهم ساهموا في زيادة نمو اقتصاد بلادهم، وكانت ألمانيا قد أعلنت مؤخراً استعدادها لاستقبال 6000 لاجئاً سوريا خلال عام 2019.