قبل أن نتحدث عن استخدام براميل الموت المنظم للمجرم بشار الأسد لابد لنا أن نفهم عقلية عائلة الإجرام فالمقبور حافظ الأسد عند استلامه حقيبة وزارة الدفاع في الستينات انشغل عن بناء الجيش وتطويره. فعمل على إبراز المتناقضات فيه وزرع الفتنة والصراعات والمنافسة بين مختلف القادة الذين ينتمون طائفيا لمكون أساسي في المجتمع السوري. فقام بتصفية خصومه السياسيين والعسكريين.وكانت الكارثة الكبرى بنكسة حزيران عام 1967 والتي كان حينها وزيرا للدفاع.ورغم كون حافظ الأسد طيارا الى إن السلاح الأكثر إهمالا كان هو سلاح الطيران وهذا يثبت عدم الرغبة الحقيقية في بناء جيش قوي قادر على الصراع مع إسرائيل وتجلى ذلك بتاريخ الاشتباكات الجوية مع إسرائيل فكانت خسائر الطيران السوري كارثية وخاصة أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان ببداية الثمانينات وبلغت خسارته من الطائرات والطيارين مستويات عالية جداً. وللأسف أغلب الطيارين الذين فقدوا في هذه المعارك من الطيارين السنة حيث تم زجهم في معظم الاشتباكاتوكما هو معلوم إن سلاح الجو اعتبارا من الحرب العالمية الثانية ولغاية تاريخه هو السلاح الأقوى والذراع الطويلة لأي صراع حديث وإن استخدام الطيران في المعركة لا ينحصر في الطائرة والطيار فقط وإنما من خلال مجموعة وسائط سميت بمنظومات أسلحة الدقة العالية أي بمعنى أصح تنقسم القوى الجوية الضاربة والمستخدمة في المعارك (بشكل عام):1- طائرات قيادة وسيطرة2- مجموعات جوية ضاربة3- طائرات استطلاعوالغاية منها تحديد الأهداف العسكرية بدقة والتعامل معها بالسرعة القصوى وبدقة عالية ولكن هذه المنظومة لا تتوفر لدى القوى الجوية للنظام ولم يكن النظام راغباً بتطوير وتحديث سلاح الجو لعدة أسباب:1- عدم كفاءة الطيارين الذين ينتمون لطائفته بشكل عام لسبب صحي وأخر يتعلق بمعدلات الذكاء , فخلال عملنا الطويل وتحليلنا للحوادث الجوية خلال فترة خدمتنا في هذا السلاح . شهد معظم طيارين هذه الطائفة حوادث متكررة ناتجة عن العامل البشري (الطيار) مع سلامة الطائرة من الناحية الفنية.2- إن معظم الطيارين الأكفاء ينتمون إلى مكون طائفي أخر ربما شكل عاملا أساسيا في عدم تحديث هذا السلاح لحسابات خاصة لدى حافظ الأسد.معظم الطائرات التي تم شراؤها من الجانب الروسي والمستخدمة في قمع ثورة الشعب السوري تعود الى الستينات ونتيجة هذه العوامل فإن العقيدة العسكرية بشكل عام التي قادها الأسد الأب والابن في الصراع مع قوى الثورة في سوريا خلال انتفاضاته المتكررة ضده فإنه اعتمد سياسة القمع الجماعي فقتل المدنيين وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية حيث يعمل حسب مفهومه بإحداث أكبر قدر من الهلع والفزع في صفوف المدنيين لأنه يعتقد أن ذلك ينعكس على درجة جاهزية الثوار المعارضين له , ويشكل التنكيل الوحشي في النساء والأطفال والشيوخ عامل ضغط وتيئيس لمعارضيه ولكن كعادة المجرمين من أمثاله من الطغاة قد أعتبر مسألة خروج شعب كامل عن التبعية والعبودية هو جريمة يجب أن يعاقب عليها لذلك اتجه للتحالف مع قوى الشيطان واستخدام أشد أنواع التدمير الهمجي.إن انشقاق معظم الضباط من الطيارين والفنيين من السنة ساهم بانخفاض جاهزية القوى الجوية بالنسبة للمكون البشري, وأكبر مثال على ذلك ما حصل في يوم 6 من مايو/ أيار الماضي 2015، وأثناء تركيب إحدى القنابل الجوية المحلية الصنع على أحد الحوامات من طراز مي 25 في مطار بلي بريف دمشق، حصل انفجار هائل تبعه حريق كبير جداً نتيجة وجود صهريج كيروسين قرب الحوامة التي كانت قيد التذخير حسب مصادر من داخل اللواء, وعلى لسان أحد الضباط في اللواء أن الانفجار أدى إلى مقتل 8 عناصر تسليح بينهم ضباط من رتب متفاوتة من عناصر اللواء 64 بالإضافة إلى تدمير الحوامة بالكامل وتدمير الصهريج واحتراق كل ما حول الحادث، وقد تم التعامل مع الحريق لفترة من الوقت حتى تم إطفاؤه.وأضاف أنه في اليوم التالي جاءت لجنة من البحوث العلمية مكونة من مهندسين يرأسهم العميد وائل أحمد حماد وهو من الفرقة الرابعة مندوباً عن ماهر الأسد، ورافقهم قائد اللواء العميد الطيار نديم غانم إلى منطقة صب القنابل وذلك لكي يقوموا بشرح عملية تركيب الصمام لمهندسي التسليح في اللواء، وأثناء تركيب الصمام على القنبلة انفجرت القنبلة على الحضور وقتلوا جميعاً وتحولوا إلى أشلاء، وقد تشكلت لجان للتحقيق بالحادث من قبل البحوث العلمية والمخابرات الجوية،وهذا دليل على تواضع الخبرات المتوفرة لديهم كما أنهم ذاقوا طعم البراميل التي يرمونها على الأبرياءومن خلال معلوماتنا إن الطيارين المجرمين بالإضافة الى الطواقم الفنية الذين يقودون الحملات الجوية يفتقرون إلى أدنى معايير الإنسانية والكفاءة العلمية والعملية. ويدركون جيدا أن التعليمات التي ينفذونها هي استهداف للمدنيين في الدرجة الأولى وهم ينتشون ويتلذذون باستهداف المدنيين العزل وكوادر الإسعاف والدفاع المدني وتدمير مراكز الخدمات الأساسية.إن بنك الأهداف الجوية الذي يعتمده النظام في تنفيذ الضربات الجوية هي عبارة عن أسواق شعبية ومراكز بيع الخضار وأسواق الماشية والمدارس وتقاطع الطرقات ومراكز التجمعات الخاصة بالنقل والمشافي ودور العبادة بدون استثناء ومناطق الكثافة السكانية. إن مظاهر الدمار والمشاهد المتعلقة بالضحايا من المدنيين خاصة الأطفال والنساء يعتبرها النظام انجازا بينما أثبتت التجارب أن محدودية سلاح الجو في التصدي لتقدم الثوار على الجبهات كان ضعيفا جدا حيث أثبتت عمليات جيش الفتح في ادلب عن فشل مئات الطلعات الجوية في كبح تقدم الثوار في ظل عدم امتلاك الثوار لأي مضادات طيران. كما استخدم نظام العهر سلاح الجو لمؤازرة تنظيم الدولة في هجمته على الريف الشمالي فاستهدف مرة أخرى المدن ومنازل المدنيين لكي يسهل للتنظيم عملية اقتحامه للريف الشمالي.إن استخدام البراميل والحاويات وخزانات الكلور ضد تجمعات المدنيين هي السلاح الأكثر شيوعا منذ بداية الثورة ويجب علينا أن نفهم إن الأسلوب الذي يتبعه الأسد هو أسلوب المستعمرين في حربه ضد شعبه مع فارق الاختلاف بينه وبينهم فالمستعمرين حاولوا ارضاخ شعوب العالم لرفاهية شعوبهم أما هو فقد أقدم على ارتكاب أبشع المجازر مقابل إرضاء إيران وحزب الله , والمضحك إن الأسد يروج ل أتباعه ومناصريه أن المناطق التي يقصفها بالبراميل هي مناطق السكن العشوائي و إن تدميرها جزء من إعادة إعمار تلك المناطق وخاصة في المدن وأن هذه المناطق لا تحوي إلا على الارهابين وعائلاتهم وان الكثير من أتباعه تحولوا لأبواق لترويج هذه الفكرة وعلى رأسهم الشبيح المجرم فارس الشهابي رئيس ما يسمى بغرفة صناعة حلب. ومن المخجل الاستخفاف بأرواح الناس لدرجة أن الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة للمجرم وخاصة أبناء طائفته وضعت صورة لبرميل إشارة للبراميل المتفجرة وقد كتب عليه آية كريمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).ويتساءل معظم المدنيين الأبرياء المقيمين في المناطق المحررة (كما نلاحظ عبر الشاشات والمواقع الإخبارية) عن مبررات استهدافهم من قبل النظام بالقصف الجوي وهم عبارة عن مدنيين لا علاقة لهم بأي تشكيلات ولكن الذي لا يدركونه أن النظام يستهدفهم لأنه يعتبرهم العدو الحقيقي بالنسبة له وان استقرارهم في منازلهم لا ينسجم مع رغباته ويعتبرهم خصوما لعدم ولائهم له والاصطفاف خلفه واعتبرهم بيئة حاضنة لخصومه وجاء ذلك بكل صراحة على لسان مفتي جمهورية النظام المجرم احمد بدر الدين حسون حيث منح النظام فتوى شرعية باستخدام البراميل بقتل الشعب السوري , أ ما المجتمع الدولي المتمثل بالأمم المتحدة و مجلس الأمن كما عهدناه فجل مواقفه عبر عنها الأمين العام للأمم المتحدة وهي القلق ثم المزيد من القلق وهكذا ……أي بعبارة أخرى نجد أن المجتمع الدولي أعطى النظام الضوء الأخضر من خلف الكواليس باستمرار قصفه للمدنيين وقمع ثورة الشعب السوري والذي رفع شعار ما إلنا غيرك يا الله ……. العقيد أبو الوليد