عبد الرزاق الشامي |
تعاني محافظة إدلب بالإضافة إلى ريف حلب من أزمة اتصالات نتيجة تدمير البُنى التحتية من قبل النظام، حيث تم تدمير مصادر الطاقة وأبراج الاتصالات الخلوية التي يحتكر تشغيلها رامي مخلوف ابن خالة رئيس النظام، وأصبحت محافظة إدلب تعيش حالة من الأزمة الحقيقة نتيجة تعطل خدمة الاتصالات.
وقد تأقلم المواطنون في المناطق المحررة مع هذا الواقع واستعانوا بخدمة الواتساب والتلغرام مع وجود شبكات إنترنت محلية محدودة التغطية، حيث تعج مدينة إدلب بالكثير من مزودي خدمة الإنترنت الخاص، لكن هذه الخدمات ضعيفة وغير ملائمة، فهي كثيرة وضيقة الانتشار لأنها عبارة عن نواشر لا يتعدى مجال تغطيتها بضعة أمتار، وإذا ابتعد عنها الشخص يفقد الاتصال بالشبكة، فضلاً عن انعدام تلك الشبكات على الطرق الرئيسة وطرق السفر.
المهندس (محمد الشامي) يشرح لنا هذه الأزمة في حديث لصحيفة حبر قائلاً: “خدمة الاتصالات في إدلب سيئة، حيث لا يتوفر الاتصال المباشر على الإطلاق، بل هي شبكات إنترنت منتشرة ومحدودة التغطية وعديمة الفاعلية، ويبدو أنه لم تتضافر أي جهود لتوفير مزود خدمة اتصالات خلوية تغطي كل مناطق المحرر نتيجة تحول الشبكات الصغيرة إلى مصدر رزق يدر أرباحاً وفيرة على مشغلي تلك الشبكات.”
وأوضح الشامي: ” لقد تحولت إدلب إلى مناطق نفوذ ودكاكين عطلت وجود خدمة جيدة تعود بالخير على جميع المواطنين في المحرر.”
(رسلان) مواطن مهجر من الغوطة الشرقية أوضح لنا معاناته قائلاً: “في كثير من الأحيان أنت مضطر لأن تجري اتصالاً مهمًا بشخص ما، أو تطمئن على شخص لكن لا تفلح؛ لأنه لا توجد اتصالات خلوية، فأنت مضطر للتراسل معه عبر الواتساب وتنتظر حتى يجد شبكة ويدخل إلى الإنترنت ويرد عليك”
(أدهم طالب) طالب في جامعة إدلب يقول: “الاتصالات الخليوية لا تقل أهمية عن الماء والكهرباء في هذا العصر.”
وأيضًا التقينا بشريحة كبيرة من الناس وجميعهم ذكروا المعاناة نفسها وشددوا على ضرورة وجود خدمة اتصال خليوي في الشمال المحرر.
وللبحث عن حلول لمشكلة انعدام هذه الخدمة، قمنا بزيارة مدير اتصالات إدلب السيد (عبسي الحلبي) الذي أجابنا بقوله: “بعد خروج النظام من مدينة إدلب تم إيقاف الاتصالات بشكل كامل، وإلى الآن لا يوجد قرار بتشغيلها لعدة أسباب أهمها أسباب أمنية، لأنه لو توفرت الاتصالات الخليوية وخدمة الاتصالات الدولية والقطرية عبر الهاتف الأرضي في ظل الانفلات الأمني، يمكن الإبلاغ عن موقع ما أو شخص بزمنه الفوري، وهذا يساعد عملاء النظام والمفسدين، لكن هناك بعض المناطق يوجد فيها خدمة mtn-syratil مثل أريحا، ومعرة مصرين..”
وعن موضوع توحيد مزودات خدمة الإنترنت وتوسيع نطاق تغطيتها بشكل أكثر فاعلية أوضح الحلبي: “عند قيام مديرية الاتصالات وجدنا فوضى كبيرة، وكانت هذه المزودات قد قامت وتشعبت قبل المديرية، وكانت قدرتهم الاستيعابية أكبر من المؤسسة، وبلغت حزمتهم واحد غيغابايت، في حين كانت حزمة المؤسسة خمس وعشرين ميغا بايت”
ووعد الحلبي أنه في المستقبل القريب سنطلق خدمة vois over ip وهو تطبيق خاص على الجوال يتيح الاتصال من الهاتف الأرضي الى الجوال والعكس.
وحول شركة الاتصالات التركية (تُركسل) التي تدرس إمكانية تزويد إلب بخدماتها أشار الحلبي أنه إلى الآن لم يتم التوصل الى اتفاق نهائي بهذا الخصوص.
ولكي نجمع جميع خيوط المشكلة كان لابد لنا من زيارة أحد محلات مزودات شبكات الإنترنت، فسألناه: ماذا لو وجد اتصال خليوي في المحرر؟ أجابنا: “بالطبع سوف أتأثر، فهذا مصدر رزقي الوحيد، ولو وُجد الخليوي لتوقف عملنا، وأنا أصغر حلقة من هذه السلسلة، فهناك تجار كبار هم من يتحكمون بها ويجنون أرباحاً طائلة منها”.
بين الصعوبات، ووعود المسؤولين، ومعارضة أصحاب شبكات الإنترنت وشكاوى المواطنين، تبقى مدينة إدلب مفتقرة إلى خدمة الاتصال الخليوي على أمل إيجاد حل لهذه المشكلة في القريب العاجل.