محمد نور يوسف |
أصبح معظم الناس يتحاشون الدخول إلى أسواق الخضار، لأن المبلغ الذي معهم لن يكفيهم لشراء بعض الخضار، فصاحب العائلة الذي يحمل مبلغ 1500 ل.س على سبيل المثال، لن يستطيع شراء طبخة كاملة بسبب ارتفاع أسعار جميع الخضار والفواكه ولحم الفروج أيضاً.
أصبح الغلاء حديث الناس هذه الأيام، يتساءلون إلى متى سيستمر؟ وماذا سأكل الفقير؟
صحيفة حبر السورية أجرت زيارة ميدانية لسوق الخضار في مدينة إدلب، والتقت مع بعض المتسوقين من أرباب الأسر، وعدد من أصحاب البسطات والمحلات.
كل شيء غالٍ، كيلو البندورة 450 والبطاطا 400 والملفوف 225، والفروج أيضاً غالٍ، وحالياً نطبخ من المواد المجففة، مثل قشرة الباذنجان أو الملوخية أو البامياء، وغيرها..” هكذا بدأ أبو إبراهيم كلامه وهو رب أسرة من 5 أشخاص.
يقول (أبو محمود) صاحب إحدى البسطات في السوق: “في الشتاء معظم الخضار يكون مصدرها البيوت البلاستيكية، ومصروفها مرتفع، ولهذا سعرها غالٍ، والناس لا تشتري.
وإذا كانت نسبة البيع قليلة فالمربح قليل ولن نستطيع دفع آجار البسطة الذي يبدأ من 30 ألف إلى 40 ألف، ولن نستطيع دفع أجرة للصانع، ما جعل الكثير يُفضل الجلوس في البيت على العمل الخاسر”.
يُضيف (أبو عمر) صاحب بسطة مجاورة: ” أصبحت مناطق عفرين وبعض مناطق الريف الشمالي وريف حلب تأخذ الخضار من مناطقنا رغم قلتها وهذا كله يسبب الغلاء.
البطاطا التركية تذهب إلى مناطق النظام لأنها أرخص من البطاطا التي تُزرع في مناطقه، وهذا يسبب غلاءها عندنا.”
وقد قال (أبو جمال) صاحب محل لبيع الخضار: ” نزلت نسبة البيع من أصناف الخضار الأساسية إلى الثلث تقريباً، أما الأصناف غير الأساسية فقد نزلت نسبة بيعها إلى أقل من الربع.
كنت أذهب إلى سوق الهال وأرى برادات خضار كثيرة، لكن اليوم أصبح عددها أقل من النصف، كان استهلاك سوق معرة من البندورة على سبيل المثال 7 برادات، لكن اليوم استهلاكه برادين أو ثلاث.
وحتى عدد برادات الخضار التي تأتي من تركيا أقل من السابق، أعتقد أن الغلاء
الغلاء من أرض تركيا، وليس من تجار الجملة في سوق الهال.
والأسعار حاليًا من سوق الهال لأهم المواد هي: (البندورة من 350 حتى400 والبطاطا من 260 حتى280 والبصل اليابس من 180حتى 190 والباذنجان من 375 حتى450 والتفاح من 200 حتى 275 والبرتقال من 170 حتى 200 والجزر من 125 حتى )140
وهناك أصناف من الخضار تأتي من مناطق النظام، فمن الساحل تأتي البندورة من البيوت البلاستيكية، والحمضيات، أما الخس والجزر يأتي من الشام، والسلق والسبانخ والملفوف والرشاد وكثير من الخضار تأتي من مناطق النظام في أرياف حلب.
إذا فُتحت المعابر مع النظام وأدخلت الخضروات الموسمية بكميات كبيرة فإن أسعارها سوف تهبط دون شك”.
إن أسباب ارتفاع الخضار مُتعدد فهي في فصل الشتاء مرتفعة بشكل عام، بالإضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أثر على جميع أسعار المواد وخصوصاً المستورة منها، وما زاد الأمر غلاء أن أسعار الخضار في تركيا أيضًا مرتفعة، وكذلك تصدير المواد إلى مناطق عفرين وريف حلب الشمالي والنظام، وبالمقابل ثمة مواد مُتعددة تأتينا من مناطق النظام لكن تكلفتها مرتفعة أيضًا.
بشكل عام العمل قليل، وإن وُجد فإن الأجر قليل أيضًا، ولهذا سوف يرى ربُّ الأسرة أن كل شيء سعره مرتفع؛ لأنه يقارنه براتبه المتواضع الذي بالكاد يكفيه حتى نهاية الشهر.