سلطان الأطرش |
شهدت مُؤخرًا مدن وبلدات في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي إضافة إلى منطقة سهل الغاب، حملة قصف ممنهجة وعنيفة من قبل قوات النظام منذ أكثر من شهر، نتج عنها شهداء وجرحى رغم أن جميع المناطق التي تتعرض لهذه الحملة واقعة ضمن اتفاق سوتشي المُنعقد في سبتمبر/أيلول الماضي.
ومع تهجير عشرات الآلاف من منازلهم نحو مناطق أكثر أمنا قرب الحدود السورية التركية (المخيمات)، أفاد مدير فريق منسقي استجابة سورية لصحيفة حبر المهندس (محمد حلاج) أن “استمرار الأعمال العسكرية التي تقوم بها قوات النظام خلف أكثر من 150 ضحية من المدنيين بينهم 53 طفلاً.”
وبيَّن (الحلاج) أنه “نتيجة القصف المستمر وصلت أعداد النازحين التي وثقها فريق الاستجابة من المنطقة العازلة والمناطق الأخرى حتى الآن إلى 17467 عائلة (110393نسمة)، وسط استمرار حركة النزوح من المناطق التي تتعرض للاستهداف الدوري”.
وأكد (الحلاج) أن “فريق منسقي استجابة سورية يُدين كافة الأعمال العسكرية العدائية التي تقوم بها قوات النظام وحلفائه من الدول الضامنة روسيا وإيران، وأنهم في الفريق يطالبون المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها بالكامل تجاه المدنيين في الشمال السوري”.
وطالب (الحلاج) كافة المنظمات والهيئات الإنسانية ببذل المزيد من الجهود لتحقيق الاستقرار والاستجابة الإنسانية للمدنيين النازحين من مناطق التصعيد، والعمل على تقديم كافة أشكال الدعم لهم”.
الاتفاقيات الدولية
توالت الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والقرارات الأممية الخاصة بالشأن السوري خلال الأعوام السبعة المنصرمة. ثم عقدت المؤتمرات المنفردة من الحكومات التي سبق أن تدخلت في سورية بشكل مباشر كروسيا وإيران وتركيا. وكلها نصت على وقف المعارك تمهيدًا لإنهاء الحرب والبدء بحل سياسي، كما صرحت تلك الحكومات في اجتماعي سوتشي وأستانة.
وبيَّن الناشط السياسي (محمد شكيب الخالد) في لقاء مع صحيفة حبر أنه “من المفترض أن يكون اتفاق سوتشي مُساعدًا على استقرار المنطقة وليس لتهجيرها، ذلك أن سوتشي كان من أهم بنوده فتح الأوتسترادات الدولية وتنشيط التجارة البينية”.
وقال (الخالد): “إن، فتح الأوتستراد والقضاء على التنظيمات الراديكالية أمران لم تستطع تركيا أن تقوم بهما بحسب الدول الزمني كما جاء في بيان سوتشي.
وحاليًا يقع على عاتق تركيا منع قوات النظام والمليشيات من قصف المحرر، وتسجيل الخروقات الحاصلة ورفعها لمجلس الأمن من خلال تقارير شهرية، وعدم تقيد تلك التقارير بمجموعه العمل الثلاثية.”
ونوه (الخالد) إلى أن: “إيقاف القصف يتوقف على إيفاء تركيا بتعهداتها لروسيا بإنهاء المجموعات التي أسموها بالراديكالية، وفتح الأوتستراد عبر وضع مخافر تركية على طوله، وتسيير دوريات بشكل منتظم”.
وأشار (الخالد) إلى أن “جميع الاتفاقيات التي أبرمت بشأن سورية، يتم تطبيقها على حساب دم الشعب السوري وتهجيره وتشريده”.
تطمينات لإزالة التخوفات التي يُروج لها
مع كثرة الشائعات التي يروج لها نظام الأسد في الفترة الأخيرة عبر ومؤيديه، وتصريح وزير دفاعه مؤخرًا بأن جميع مناطق خفض التصعيد بما فيها إدلب ستعود إلى سيطرة نظام الأسد، كل ذلك ساهم في بث المزيد من الذعر والمخاوف بين المدنيين في محافظة إدلب خشية اجتياح بري مرتقب، وسط صمت تركي حول هذه التصريحات، ما أدى بالبعض وخاصة المُهجرون جراء القصف إلى انعدام الثقة بنقاط المراقبة التركية.
واستبعد رئيس المكتب السياسي لفرقة الحمزات التابعة للجيش الوطني (مصطفى سيجري)، عبر حسابه على تويتر أي عمل عسكري بري على إدلب مؤكدًا أن النقاط التركية صمام أمان للمناطق المحررة.
بينما أكد (ضيف الله المر) مسؤول التواصل مع النقاط التركية أن الأتراك بعثوا تطمينات حول عدم وجود أي اجتياح بري، وأن تركيا تسعى جاهدة لإجراء خطوات فعلية لإيقاف القصف وعودة الأهالي إلى منازلهم، وأن تسيير الدوريات التركية الذي بدأ الأسبوع الفائت إحدى الخطوات.