حبر – أحمد وديع العبسي |
حشد النظام وحلفاؤه ترسانات عسكرية ضخمة منذ 2011 وحتى اليوم من طائرات ودبابات ومجنزرات وقاذفات صورايخ متطورة وراجمات وعدد كبير من العسكرين وصل لأكثر من مليون مقاتل على مختلف الجبهات من أجل محاربة الشعب السوري وتهجيره من مدنه، بدءاً بمعارك حي بابا عمرو في حمص حتى تهجير السوريين من الغوطتين وداريا والزبداني ومضايا وحلب وحمص القديمة وبعض مدن حوران ودير الزور ولا زالت الحشود والمعدات تتجهز لمعركة كبيرة في إدلب على حد زعم النظام وحلفائه، بينما لا يحرك هذا الجيش (العظيم) أي آلية أو يطلق أي رصاصة تجاه الصهاينة في الجولان، ويكتفي بالاستنكار والرفض لقرار ترمب بالاعتراف بالسيادة الصهيونية على أرض الجولان
ومع ذلك لازال هناك من يصدق ويطبل لمحور الممانعة الذي يقف في وجه الصهاينة، مع أنه لم يقم باي عمل عدائي ضدهم منذ مسرحية 1973 المسماة بحرب تشرين التحريرية والتي تم على إثرها تسليم الجولان تماماً باتفاقات سرية مع الكيان الصهيوني وقد خرجت إلى العلن اليوم لتفضح عمالة النظام السوري
لا يمكن لصاحب عقل أن يصدق أن هذا النظام هو عدو للصهاينة، وقد تكشفت الحقائق بهذا الشكل الواضح جداً، وقد قال في وقت سابق أحد اهم رجال الأعمال السوريين “رامي مخلوف” المحسوبين على العائلة الحاكمة (في بلد جمهوري !!) إن أمن نظام الأسد هو من أمن إسرائيل
أمّا بالنسبة للمطبلين فإننا نتوقع منهم الآن أن يتحفونا بنظريات جديدة للمقاومة والممانعة، الاحتفاظ بحق الرد سيكون فقرة مهمة من هذه النظريات التي ستقول: إن النظام يخطط لحرب شاملة يستعيد فيها جميع الأراضي المحتلة (وستتم الإشارة طبعاً إلى اسكندرون قبل الجولان) بعد القضاء التام على الإرهاب في سوريا وتجفيف منابع العدو الداخلي وإصلاح الأوضاع في البلاد، وأن اعتراف ترامب لا قيمة له سياسياً وهو مجرد بهورة سياسية لا تؤثر في شرعية القرار الدولي، وأن النضال السياسي مستمر، والحقوق العربية لا يمكن التنازل عنها، وسيكون القائد الأسد هو بطل التحرير الجديد في المنطقة التي تطبع وتخضع للصهاينة، وطبعاً سيتم ذكر حسن نصر الله والخامنئي كأبطال للتحرير وربما بوتين ايضاً .. الاسطوانة المشروخة ستنجب في الأيام المقبلة الكثير من النشاذ الذي سيستمتع به هواة الطبل والزمر (الضروري إعلامياً) على حد تعبير أحد أعضاء ما يسمى بمجلس الشعب السوري
امّا الجولان فإنها ستستمر بدوامتها التي تشبه دوامة القدس وفلسطين المحتلة …