ضرار الخضر |
ستنهي ميكروسوفت عمل مجلس أخلاقيات الذكاء الصناعي الجديد بعد أسبوع واحد فقط من انطلاقه، ويأتي هذا بعد احتجاجات العاملين على تعيين قائدة مركز بحث من الجناح اليميني.
وجاء الانهيار السريع للمجلس الاستشاري الخارجي للتكنولوجيا المتقدمة (ATEAC) الذي كان مخصصاً لتطوير منظمة العفو الدولية، بعد أن وقّع أكثر من ألفي موظف من جوجل على عريضة ترفض اختيار الشركة لعضوة مناهضة للمثليين.
وقال المتحدث الرسمي لجوجل لصحيفة الغارديان: ” لقد بات واضحاً أن البيئة الحالية في المجلس الاستشاري الخارجي للتقنية المتقدمة لا يستطيع إنجاز ما أُريد منه، لذا سننهي عمل المجلس ونعود إلى نقطة الصفر”.
وكانت جوجل قد واجهت رد فعل عنيف جداً بُعَيدَ إعلانها عن واحدة من أعضاء المجلس الثمانية وهي كاي كوليس جيمس، رئيسة مؤسسة التراث، وهي مؤسِّسة فكرية محافظة ذات علاقات بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولجيمس تاريخ حافل من النضال ضد حقوق وحماية المثليين، ودافعت عن مشروع ترامب ببناء جدار حدودي مع المكسيك، واتخذت موقفاً قوياً ضد الحق بالإجهاض.
وكان العشرات من موظفي جوجل قد وقّعوا رسالة يوم الإثنين الماضي يطالبون فيها باستبعاد جيمس من المجلس قالوا فيها: ” إن جوجل لا تدع مجالاً للشك في أن نسختها من القيم الأخلاقية تتسع لتتدخل في خصوصيات الناس ومنهم المثليّون والمهاجرون” ويوم الثلاثاء وقّع أكثر من 2300 عاملاً في جوجل الرسالة بمشاركة أكاديميين بارزين ومحامين من خارج الشركة.
وقالت ميكروسوفت إنها بالأصل تجمع “وجهات نظر متنوّعة” لتقديم المشورة بشأن المسألة الأخلاقية المتعلقة بالتعرف على الوجه والتعلم الآلي، والأعضاء السبعة الآخرين يضمّون خبراء في علوم الحاسوب والرياضيات وباحث في الخصوصية، ورئيس تنفيذي لشركة طائرات مسيّرة ودبلوماسي أمريكي سابق.
وكان أليساندرو أكويستي باحث الخصوصية المعيّن في المجلس الاستشاري الخارجي للتقنية المتقدمة قد قدّم استقالته قبل أن تُنهي جوجل عمل المجلس. أما البروفيسور في جامعة أوكسفورد لويسينو فلوريدي والعضو في المجلس فقد دافع عن قراره البقاء في المجلس مع جيمس، لكنه استنكر آراءها.
وقالت جوجل في بيان لها يوم الثلاثاء: ” سنتحمل مسؤوليتنا في عملنا في القضايا المهمة التي تثيرها منظمة العفو الدولية، وسنجد طرقاً مختلفة للحصول على آراء خارجية حول هذه الموضوعات” ولم تذكر في البيان جيمس ولا الرسالة الموجهة ضده من العاملين فيها.
وواصل موظفو جوجل المطالبة بإصلاحات من خلال تنظيم أنشطة وتكوين هيئات عمالية على مدار السنة الماضية، ومن الجدير بالذكر ما قام به العمال من الخروج في مظاهرات ضخمة على مستوى العالم احتجاجاً على سوء السلوك الجنسي، مما دفع المديرين التنفيذيين إلى الموافقة على بعض التغييرات في سياسة الشركة.
وقال أوس كيز طالب الدكتوراه في مختبر بجامعة واشنطن، الذي كان صريحاً بشأن تعيين جيمس: “إن زوال المجلس أظهر أهمية التضامن والعمل الجماعي” مضيفاً: “أنا سعيد لأنه تم إغلاق هذا المجلس، رغم أن هذا لا يحل المشكلة التي كانت جوجل تسعى لحلها”.
وأشارت الرسالة التي طالبت باستبعاد جيمس إلى ” الأذى الذي يمكن أن يلحقه المجلس بمنظمة العفو الدولية حين يتتبع الأنماط التاريخية للتمييز والاستعباد” واستشهدت بأمثلة لحالات فشلت فيها منظمة العفو الدولية في التعرف على الأشخاص المتحولين.
ولم ترد مؤسسة التراث على الانتقادات.
رابط المقال الأصلي :
https://www.theguardian.com/technology/2019/apr/04/google-ai-ethics-council-backlash