حسام العبيد |
ما تزال أزمات المعيشة تعصف بمناطق نفوذ اﻷسد، ورغم اﻻنتصارات المزعومة على اﻹرهاب بدا جلياً بحسب مراقبين عدم القدرة على إدارة معظم تلك الملفات بما فيها “ملف الغاز”.
ووفقاً لوزارة “النفط والثروة المعدنية” التابعة لحكومة اﻷسد، يحق لكل أسرة تقيم في دمشق الحصول على جرة غاز كل 23 يوماً، وهذا ينطبق أيضاً على العائلات من غير السوريين، شريطة تقديمها بطاقة الإقامة.
في حين يختلف اﻷمر بالنسبة لمحافظة اللاذقية التي تستطيع اﻷسرة فيها أن تحصل على أسطوانة غاز كل 17 يوماً بدلاً من 20 يوماً. بحسب ما نقلت إذاعة “شام إف إم”، عن مصادر في وزارة النفط.
وقد بررت الوزارة قرارها السابق؛ بوفرة المادة وزيادتها عن حاجة السوق المحلية في محافظة اللاذقية تحديداً.
وتعاني العاصمة السورية وباقي المحافظات من فقدان الغاز المنزلي بلغت ذورتها شتاء هذا العام، اﻷمر الذي دفع شرائح واسعة من السوريين الموالين في مناطق نفوذ اﻷسد إلى اﻻلتفاف على الحالة بالسخرية عبر مواقع التواصل اﻻجتماعي، لكن الملفت إصرار حكومة اﻷسد على اتباع سياسة التمييز والكيل بمكيالين بحق مواطنيها -إن جازت التسمية- فوفقاً للقرار السابق ذاته، ما ينطبق على دمشق ﻻ يطبق في اللاذقية، التي ينظر إليها البعض كموطن وحاضنة لمؤيدي النظام ومقاتليه.
يذكر أنّ التسعيرة الرسمية لأسطوانة الغاز 2500 ليرة سورية، ومع ندرة وجودها في اﻷسواق يتضاعف السعر في السوق السوداء، ليصل إلى 12 ألف ل.س في مدينة حلب ودمشق، بينما تباع في اللاذقية وطرطوس بـ10 آلاف ل.س.
يعتقد الناشط “أبو مصعب الشامي”؛ أنّ شيئاً لم يتغير في سورية اﻷسد، والرسائل واضحة. في حين يسأل السيد م.ع موظف يعيش في دمشق؛ لماذا تلك التفرقة بين اللاذقية ودمشق؟!، ساخراً؛ “يمكن على راسهم ريشة”.
السيدة “س.ع” موظفة في وزارة التموين تقول؛ “ألم يكن من الطبيعي أن يتم توزيع تلك الزيادة على بقية المحافظات، من باب عدالة التوزيع؟!”
في السياق ذاته، سبق أن أوضحت وزارة النفط التابعة لحكومة اﻷسد أنه؛ تم إعطاء حصة لكل محافظة، ولا يجوز لأحد أن يأخذ من حصة الآخر.
الشارع السوري الذي بات يتعايش مع تجدد اﻷزمات المعيشية واﻹحساس بضغوطات الواقع فهم رسائل نظام اﻷسد التي وجهها لهم على مبدأ قول الشاعر معروف الرصافي:
وإذا ظُلمتم فاضحكوا
طرباً ولا تتظلَّموا
وإذا أُهنتم فاشكروا
وإذا لُطمتم فابسموا
إن قيل هذا شهدُكم
مرٌّ فقولوا علقمُ