أطلقت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأحد، سراح سوريين اثنين من سجونها، مقابل تسلمها جثمان الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل من سوريا، عن طريق روسيا، مطلع نيسان الجاري.
وكان مصدر إسرائيلي مسؤول أكد أمس السبت أن سلطات الاحتلال قررت الإفراج عن أسيرين سوريين، كـ”بادرة حسن نية” عقب تسلمها في وقت سابق الشهر الجاري رفات الجندي زخاري باومل الذي كان مدفونا في سوريا منذ 37 عاما.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية لم يجر أي نقاش أو تصويت في هذا الشأن، مضيفة أن المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت هو الذي صادق على إطلاق سراح السجينين.
وكان المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف صرح في وقت سابق بأنه سيتم إطلاق سراح عدد من الأسرى السوريين في السجون الإسرائيلية في أعقاب تسلم إسرائيل رفات باومل.
وكانت صحيفة “هأرتس” الإسرائيلية، صرحت أمس السبت إن الأسيرين السوريين يرفضان العودة إلى سوريا.
جاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة، أكدت فيه أن كل من “أحمد خميس” الذي حكم بالسجن 18 عاماً في عام 2005 بعد أن عبر الحدود ودخل موقعاً عسكرياً إسرائيلياً في مرتفعات الجولان لاختطاف جنود، و”زيدان الطويل”، 58 عاماً، الذي أصيب في أثناء القبض عليه في يوليو/ تموز 2008 بسبب عبوره إلى إسرائيل بينما كان يحمل كميات كبيرة من المخدرات وحكم عليه بالسجن 11 عاماً، يرفضان العودة إلى بلادهما بعد الإفراج عنهما.
وبحسب الصحيفة، فقد طلب “خميس” القادم من مخيم “اليرموك للاجئين الفلسطينيين” إعادته إلى مدينة الخليل الفلسطينية حيث ينوي أن يتزوج.
ووفق لائحة الاتهام، انضم “خميس” إلى منظمة “فتح” في عام 2000، وتلقى تدريبه في مخيم اليرموك في سوريا ومخيم عين الحلوة اللبناني، لكنه رفض تنفيذ هجوم على السفارة الأميركية في سوريا خوفاً على حراس الأمن السوريين، وقرر بدلاً من ذلك مهاجمة مركز استيطاني في الجولان.
أما “الطويل” فقد صرح في محاكمته أنه مطلوب لنظام الأسد، مضيفاً: “لقد قتلوا أخي وزوجته وابن أخي واستولوا على قريتي. اتهمتني سوريا أنني عميل لإسرائيل، وتتهمني إسرائيل أنني تاجر مخدرات. أنا أرفض كل الاتهامات السورية والإسرائيلية”.
وسلمت روسيا هذا الشهر رفات الجندي الإسرائيلي ومتعلقاته الشخصية، وكان باومل يبلغ من العمر 21 عاما عندما شارك في الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وأعلن عن فقده إلى جانب جنديين آخرين في معركة السلطان يعقوب.