حبر – وكالات
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن تراجع الإدارة الأمريكية عن أحد قراراتها المتخذة سابقاً، وذلك خلال المفاوضات بين واشنطن وأنقرة حول المنطقة الآمنة في شرق الفرات في شمال وشمال شرق سوريا.
حيث قال الصحيفة إن المفاوضات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بملف شرق الفرات، ما زالت مستمرة بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق يقضي بتسيير دوريات مشتركة في منطقة آمنة يبلغ عرضها 32 كم.
وكانت قد نقلت الصحيفة تلك المعلومات عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى مشيراً إلى أن المفاوضات ما زالت جارية، كما واعتبرت الصحيفة أن هذا المقترح القائم حالياً بين البلدين يعد بمثابة خطوة للوراء فيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بخصوص الانسحاب من سوريا.
وأضاف المسؤول الأمريكي بقوله: “ما تزال هناك اختلافات في الأهمية، لكن لدى الجانبين إرادة لإيجاد حلول، الإدارة الأمريكية تحاول في مفاوضاتها مع واشنطن تضييق عرض المنطقة الآمنة المقترحة من قبل تركيا في السابق، والتي كانت تقدر بحوال 32 كم”.
حيث أن هذه الدوريات المشتركة بين البلدين ستكون مهمة إضافية للقوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، والتي من المقرر أن يتم تخفيض أعدادها إلى حوالي 1000 مقاتل خلال الأشهر المقبلة.
وكانت قد رفضت كل من بريطانيا وفرنسا، اللتين ستستمر قواتهما في المشاركة في مهمة مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة ضد فلول تنظيم “داعش”، للطلب الأمريكي بخصوص مساهمتهم بتشكيل حاجزاً بين قوات “قسد” وتركيا.
تجدر الإشارة إلى أن “ترامب” كان قد فشل بإقناع حلفائه في 21 دولة أوروبية وعربية بإرسال جنود إلى سوريا، للانتشار في مناطق شرق الفرات، والتي كانت قد أعلنت الولايات المتحدة انسحابها منها، الأمر الذي دفعه لمناقشة حلول جديدة مع تركيا المصرة على تنفيذ تهديداتها بطرد ميليشيات “ي ب ك” من تلك المنطقة.
يذكر أن قضية الحدود التركية الجنوبية، هي واحدة من العديد من النزاعات التي عطلت بشكل خطير العلاقة الأمريكية التركية، ووضعت حلفاء الناتو على مسار تصادم.
فعلى الرغم من توافد المسؤولين الأتراك رفيعي المستوى الذين يزورون واشنطن في الأيام الأخيرة، إلا أنه لم يحدث أي تقدم واضح في حل مطالب واشنطن بأن تلغي تركيا صفقة نظام الدفاع الصاروخي الروسي “S-400”.
حيث أنه في حين تعتبر أنقرة هذه القضية هي صفقة مبرمة مع روسيا ولا يمكن التراجع عنها، فإن الكونجرس الأمريكي لازال يهدد بفرض عقوبات على أنقرة في حال مضيها قدماً بذلك.
وكان قد كشف الجنرال “كينيث ماكينزي” قائد القيادة المركزية الأميركية يوم أمس السبت، أن “الانسحاب الأميركي من سوريا سيكون على المدى الطويل”، مشدداً على موقف بلاده من “منع قيام إيران بأي تحرك خطير في المنطقة”.
كما وأعلن “ماكينزي” في تصريحات صحفية أن الولايات المتحدة الأمريكية ستخفض عدد قواتها في سوريا على المدى الطويل، وأن هذه العملية ستتم بحذر، وفق وصفه.