بقلم عبد الكافي قصابعندما أشاهد الأخبار على القنوات الفضائية تستوقفني تلك القنوات التي تحاول دائما أن تكون كما تدعي (حيادية) وتلحق هذه النغمة بترانيم الواقعية والشفافية والموضوعية وعدم الانحياز وغيرها…تسمي هذه القنوات في تقاريرها ميلشيا الحشد الطائفي في العراق (قوات الحشد الشعبي) وتعتبر نفسها بهذا النمط المنافق أنَّها حيادية وتغضُّ الطرف أثناء نقل أخبار انتصاراتها وهزائمها وتحركاتها وردة أفعالها عمَّا تقوم به من حرق للبيوت وتدمير متعمد ونهب للمتاجر والأسواق وقتل الآمنين وترك اللمسات الطائفية في مناطق وجودها ناسية أنَّها ليست سوى تكالب إجرامي من عصابة بدر وغيرها، وهل يتناسب لفظ قوات مع إرهاب طائفي مقيت؟ وأين تكمن حيادية هذا التركيب مع نغمة شعبي، والكل يعرفه شيعي مكون لتحقيق أجندات مذهبية حاقدة؟ وكل هذا التناقض مبرره صنم الحيادية.أمَّا إذا انتقلت الكاميرات والأقلام إلى الثورة اليتيمة، فإنَّ الحيادين الملوَّنين بعدم الانحياز والموضوعية والواقعية، فإن المهنية تفرض عليهم تسمية عصابات الإجرام الأسدية (بالجيش السوري) مع إسقاط العربي خجلا وليس سهوا من مواد إعلامهم، لبديهية التشكيل والدعم الفارسي والأفغاني والروسي لهذه العصابة.أين الحيادية بتسمية العصابة بالجيش؟! والمعروف أنَّ الجيوش تبنى في السلم وتدافع عن شعبها في الحرب، وقد قتلت هذه العصابة من شعبها الآلاف وهجرت الملايين، فأين الإنصاف بصفة السوري للجيش الذي أُسقط عنه الأصل وهي العربي والمعروف أنَّ الفرع يتبع الأصل.ألهذه الدرجة تغوص أقلام الحيادية بعين الحقيقة؟! هل من المعقول أن يطلق اسم (لجان الدفاع الوطني) على اللصوص وقطاع الطرق ومهربي المخدرات والمجرمين، وأبت ذوات أنفسهم إلا أن يتسموا بالشبيحة لما تحمله هذه الكلمة من خساسة وقذارة والتي تمثل شخصياتهم؟!هل تقتضي الشفافية والنزاهة الإعلامية تلطيخ الوطن بإمعية المارقين؟!لقد أصبحت كلمات /مرئي-مرأي/ -/رأي-رياء/-/شفافية-ضبابية/كلمات ذات معنى واحد في قاموس المصطلحات الإعلامية لبعض العدسات والأقلام المحايدة. غدا فيها الذود عن الحمى ودفع العدوان وصدُّ الطغيان عملا إرهابيا، وأصبح الثائر لدينه وكرامته وعرضه إرهابيا مسلحا تحت عناوين الرأي والموضوعية والحياد.هناك ظالم ومظلوم في كل مسألة كما الأبيض والأسود، ولم ولن تجتمع كلمة حق مع كلمة باطل في بوتقة واحدة يوما.فالانحياز للحق هو الحقيقة التي مازالت بعض وسائل الإعلام تفض بكارتها بأصابع الحيادية وأخواتها التي تعني تسمية المسيء باسمه ووصف الواقع بحسنه وقبحه وإنصاف الحقيقة بشتى السبل، وكفى تصنعا للرمادية، فأعلام الحرية هي من ألوان الوضوح لا تصنع ولا تردد في رفع سنامها لنور الشمس.