بقلم نور العليهل تغيرت نظرة المجتمع إلى المرأة العاقر؟ وهل استعادت بعض شروطها وكرامتها الإنسانية؟ أو على الأقل هل وعى المجتمع أنَّ دورها لم يعد يقتصر فقط على إنجاب الأولاد؟ لو طلبنا من امرأة حُرمت زينة الحياة الدنيا عرض قضيتها لوجدت العيون تدمع وهي تشكو ظلم المجتمع، إذ إنَّها تتعرض للتجريح من خلال الكلمات المتساقطة من أطراف الألسن، حتَّى إنَّها لا تنجو من نظرات العطف التي تزيد من وجعها وكأنَّها تعاني من وباء اسمه عدم الإنجاب.ما يجعلها تشعر بالذنب الذي لا يد لها فيه، وتشعر بالدونية ممَّن حولها، ولعلَّ أقسى ما تتعرض له العقيم هي نظرة من معها في البيت، فهي كثيرا ما تعاني كل المعاناة من أقرب المقربين، كالمعاناة من أهل الزوج وخاصة أمه التي تلاذعها بالكلمات كلما رأتها، ممَّا يزيد في أزمتها النفسية ويسهم في بغضها البيت الذي تعيش فيه.بعض الأزواج يتقبل الوضع ويفوض أمره لله، ومنهم من يلاطم زوجته بالأنواع المختلفة من الإساءات، إمَّا بإساءة معاملته لها أو بالتجريح ببعض الكلمات.وتختلف الموازين تماما عندما يكون سبب العقم الزوج لا الزوجة، ففي أغلب الأحيان لا تجد الزوجة مشكلة في أن تقضي حياتها مع الزوج العقيم، مضحية بأمومتها التي طالما حلمت بها، لكن لو كانت تلك الزوجة هي التي لا تنجب والزوج سليم، سنجد الكل يتدخل، وما أكثرها التدخلات التي أثرت في قرارات حاسمة للزوجين، ولكن مع كل هذا تبقى المحبة الصادقة والعشرة الطيبة هي الفاصل في تلك اللحظة، فإذا أحبت المرأة زوجها حباً صادقاً، ستضحي بأمومتها، و إن أحب الرجل زوجته سيضحي هو الآخر.ويبقى القول الفصل الإنجاب هو رزق من الله شأنه شأن المال والصحة والعلم إذ ينبغي على الزوج والزوجة الصبر واحتساب الأجر واللجوء إلى الله راجين منه طفلا صالحا، وصدق ربي إذ قال “لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير”