معن بكور |
رغم وجود عدد لا بأس به من المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق المحررة، إلا أن عدم وجود مصدر ثابت للدعم المادي يجعلها تحت رحمة المتغيرات التي تحدث في المنطقة وخاصة العسكرية والسياسية.
فمسألة عدم توفر الأدوية خاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة مؤشر خطير على الصحة العامة، وكذلك قدوم فصل الصيف وانتشار أمراض تحتاج إلى مكافحة ومراكز خاصة.
الطبيب (محمود) مدير مشفى اللطامنة يتحدث إلى صحيفة حبر عن حال المشفى ومدى توفر الأدوية فيه بقوله: “المشفى يفتقد العديد من الأدوية وبخاصة (المميعات، وأدوية السكري، والضغط، والشحوم) حيث كنا نقوم باستبدال الأدوية التي لا نستخدمها بأدوية أخرى أكثر ضرورة مع بعض المراكز قبل توقف الدعم، أما الآن فلم يعد هناك ما نستخدمه أو نستبدله”.
وبدوره قال (مصعب العثمان) مسؤول دائرة الإمداد والتوريد لدى مديرية صحة حماة الحرة: “إن المديرية تُعاني من نقص شديد في الأدوية، وبتنا نحتاج أصنافًا كثيرة وأغلبها أدوية ضرورية لا يمكن للمرضى التخلي عنها، (كمرضى القصور الكلوي والالتهابات الشديدة) بعد أن كانت المديرية توزع الأدوية على المراكز الصحية في مناطق شمالي حماة، تكاد الآن تكون شبه فارغة بسبب عدم تقديم الأدوية منذ عدة شهور، نتيجة توقف المنظمات باستثناء ما قامت به إحدى الجمعيات المحلية بتقديم بعض الأدوية بكمية لا تسد حاجة بعض المرضى”.
ومن جهته قال الطبيب (راشد) من مركز كفرنبودة الصحي: ” نحن كباقي المراكز الصحية لم يعد لدينا أدوية كافية، أما الأدوية الضرورية فقد استُهلكت بشكل كامل بعد مدة قصيرة من توقف دعم المنظمات، وهذا ما شكل عبئًا على المرضى الذين يحتاجونها بشكل دوري، كما أنها غالية الثمن، إذا ما وجدت في الصيدليات الخاصة”.
أما (حسن المحمد) صاحب صيدلية فيقول: “نعاني كثيرًا في تأمين الأدوية، وخاصة أدوية الالتهابات وأدوية الأطفال، والسبب هو زيادة الطلب بشكل كبير عليها بعد فقدانها من المراكز الصحية. نحاول بشتى الطرق الحصول على هذه الأدوية سواء من تركيا أم من مناطق سيطرة النظام، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها أضعافًا”.
ويخشى معظم المرضى وخاصة الأمراض المزمنة التي تحتاج علاجًا مستمرًا أن يأتي يوم لا يستطيعون فيه الحصول على أدويتهم، وهذا ما يجعلهم قلقين على وضعهم الصحي الذي قد لا ينتظر حتى تأمين الدواء.
وتصبح الحاجة ملحة للدواء في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها مناطق حماة وإدلب، من قصف همجي من قبل قوات النظام وحليفته روسيا، الأمر الذي خلف الكثير من الضحايا، وخاصة حالات البتر التي تحتاج عناية خاصة، ومع النقص الحاد في الأدوية المهمة سيشعر الناس بعدم الأمان، وأن حياتهم مهددة في حال إصابتهم بجروح أو أي مرض.
يُذكر أن أمراضًا جديدة بدأت تظهر بين الناس، بسبب الظروف القاسية والتلوث الكبير الذي يحيط بالقرى أو المخيمات، نتيجة رمي القمامة بالقرب من البيوت، فظهرت ما تسمى بـ (حبة السنة) و(اللاشمانيا) وكلاهما ينتقل بفعل الحشرات، وقد ظهرت عدة إصابات في مدينة اللطامنة، ولايزال عدد المصابين بازدياد.
وأكد الأطباء أن هذه الإصابات تحتاج أدوية خاصة، لم تعد المراكز الصحية تملكها، إضافة إلى طول فترة علاجها، وهذا ما جعل الإصابات والأمراض تتفاقم بشكل كبير، ويُخشى من عدم القدرة في السيطرة عليها فيما لو بقيت الأدوية مفقودة.
وإلى جانب هذه الضغوطات تأتي الحملة الشرسة التي يشنها النظام السوري ويستهدف فيها المشافي بالدرجة الأولى كونها المؤسسة الوحيدة التي تخفف جرحى المصابين جراء القصف.
وتشهد مشافي إدلب استهدافاً مركزاً من الطيران الحربي الروسي والسوري مما أدى إلى خروج مشافي أورينت وحاس وكفرنبل واللطامنة عن الخدمة.