” الكاريكاتير متنفس الإنسان للنقد السياسي والاجتماعي” تلك كانت كلمات الفنان السوري (وهيب الحسيني) ابن دير الزور تولد 1941 تخرج وهيب من كلية الفنون الجميلة بدمشق وعين مهندس ديكور ورسام في TV سورية في عهد (عبد السلام العجيلي) ثم انتقل إلى الكويت ليعمل بتلفزيونها الرسمي 16 عامًا.
وبقي يتنقل بين الكويت والعراق ولندن التي عمل فيها رسامًا مع صحيفة الدستور، حينها
نشط خلال حرب حرب العراق وإيران، وعُرف بنقده للنظام السوري الذي كان يساند إيران ضد العراق، فكيف يرتضي ابن العشيرة العربية أن تنهتك دولة عربية علاقة الأخوة وتساند العجم ويسكت؟!
هذه النقطة كانت بداية احترافه للكاركتير بشكل رسمي، حيث كان يرسم وتنشر أعماله بالصحف العراقية. بعد حرب العراق كانت حياته تنتظره في لندن، ففي صفحته “الموقف الكاركتيري” ضمن جريدة الدستور، صال وجال بريشته ونقد كل شخصية سياسية خاصة العرب منهم، ويُذكر أن الصحافة الناقدة لم تكن بخير وقتها، فقد تعرض لتهديد علني من قبل المخابرات السورية، ووجهت له الحكومة البريطانية وقتها بلاغاً بتخفيف حدة النقد ونصيحة منها بأن يرحل.
عاد للعرب من بوابة الأردن بجريدة شيحان المعارضة سنة 1988.
فترة الهدوء في حياته السياسية عندما عمل في الخليج بمجموعة (خالد بن زايد) حيث اشترطت عليه وقتها أن يعمل فقط مهندس ديكور، وألا يقترب من الكاريكتير.
عاد إلى سورية بعد سقوط بغداد على يد الغزو الأمريكي، حيث استقطب النظام وقتها كل من عمل ضد الدولة ولم يحمل السلاح بعفو عام بعد أكثر من 40 سنة غربة خارج البلاد، واستقر في مسقط رأسه مدينة دير الزور.
فترة الثورة السورية لم تكن عادية بالنسبة إليه، فنشط مع بداية الحراك الشعبي برسوماته الناقدة آملاً أن يغير النظام من سطوته.
تغير الأوضاع العسكرية والتجاذبات السياسية جعلته يستقر في تركيا التي رأى فيها متنفساً حقيقيًا وساحة للعمل الحر، كان يتوق ليكون شاباً، فمن مواقفه أنه يحسد الشباب المجاهدين على حياتهم وجرأتهم في مواجهة الطغيان بينما هو يعمل بريشته فقط .
عمل مع (حرية برس) وكان له عدة أعمال ومعارض في غازي عنتاب، ولم تسلم من ريشته أخطاء الثوار، فكان يوثق بلوحاته كل شيء.
توفاه الله عن عمر ناهز الثمانين يوم 8 -5-2019 بمدينة غازي بعد صراع مع المرض، فشكرًا وهيب الحسيني لريشتك التي عرَّت كل طاغية.