رنا ملحم |
بلفتة جديدة وفكرة جميلة استطاعت مجموعة من الفرق التطوعية التي تعتمد على جهود الشباب الناشط لخدمة مجتمعنا السوري في تركيا وسورية أن تتوحد وتقف كتفاً لكتف ضمن مجموعة واحدة تهدف لمساعدة المحتاجين، حيث أطلقوا على التوحد اسم “الاتحاد السوري للعمل التطوعي” وسموا حملتهم باسم: “كالجسد الواحد” منطلقين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”
وتأتي حملة (كالجسد الواحد) استعداداً لشهر رمضان شهر العطاء والخير والرحمة، وشارك جميع أعضاء الاتحاد في هذه الحملة المباركة، وتم الاتفاق على بنود وأهداف الحملة لتشمل أكبر عدد ممكن من الفقراء والأيتام في الداخل السوري وفي تركيا أيضًا.
والجديد بالحملة أنها جاءت نتيجة اتحاد مجموعة فرق تطوعية، بالإضافة إلى تنفيذ الأنشطة في سورية وفي تركيا.
الحملة تهدف إلى تعزيز الروح التطوعية بين الفرق العاملة وتوحيد الجهود، وإدخال الفرحة إلى قلوب العوائل المحتاجة والأيتام، والسعي إلى تحقيق الدمج المجتمعي بين المجتمعين السوري والتركي، وتعظيم شهر رمضان الكريم بتعظيم شعائر الله كإفطار الصائمين.
الاتحاد قام بوضع برنامج منظم للحملة شمل توزيع الماء والتمر على المارة قبل الإفطار، وتنظيم رحلات متنوعة طيلة شهر رمضان مع الأخوة الأتراك، وتجهيز وجبات طعام لعوائل الأيتام في سورية وتركيا، والقيام بنشاطات ترفيهية متواصلة للأيتام.
وقد شاركت في الحملة فرق الاتحاد التي تتألف من: “فريق سواعد وطن، فريق الأمل، فريق ثقة، فريق مساندة، فريق طريق السلام، فريق خطوة مسلم، فريق دليل، جمعية آمنة، فريق دعاة ملتقى الخير، فريق همم، فريق السلام من أجل سورية، تجمع شباب تركمان سورية، فريق نبض.”
وفي مقابلة خاصة لصحيفة حبر مع (عبد المؤمن علايا) وهو أحد مؤسسي الاتحاد ذكر أن هذه الفكرة لاقت ترحيباً من جميع الفرق وتم إطلاق الحملة بحب كبير.
وأضاف: “أنه سيتم توزيع الماء والتمر على إشارات المرور في تركيا، ومع كل علبة ماء أو تمر يوجد لصاقات مكتوبة بالعربية والتركية تتحدث عن فضائل الصيام والأخوَّة بين السورين والأتراك.” وأردف بالقول: “نأمل أن تكون هذه الحملة بادرة خير وتكون أول خطوة في توحيد الصفوف ضمن جميع المجالات ليس فقط على صعيد العمل التطوعي”
بدوره ذكر (محمد الشامي) وهو أحد سكان إدلب وعامل في مجال الفرق الجوالة والإغاثة: “أن العمل التطوعي يعبر عن مستوى وعي الشعب وإدراكه للمسؤولية.” مُوضحاً أن ثقافة التطوع تُنمي حالة الإخاء والتعاون بين الناس بعيداً عن المصالح المادية.
وأضاف: “أن العمل التطوعي في أساسه يجب أن يُبنى على مبادرة حب الخير، وهي من الأمور التي حضَّ عليها الإسلام الحنيف حينما جعل في كل فعل خير صدقة، كإماطة الأذى وحتى بالكلمة الطيبة.”
وأشار إلى أن العمل التطوعي يجب ألا تشوبه شائبة الانتفاع الذي يسعى إليه بعض العاملين بالمجال، بل يجب أن يكون كما في أصل التطوع وتعريفه، عمل خالص لوجه الله ولخدمة الناس دون مقابل.
يُذكر أن العديد من منظمات المجتمع المدني تنشط في تركيا وفي الداخل السوري خاصة في شهر رمضان المبارك، فتكثر الفعاليات والأنشطة المتعلقة بشهر رمضان كإفطار الصائمين، وتوزيع الوجبات، والمسابقات الرمضانية في القرآن والحديث الشريف، وغيرها من الفعاليات.