بقلم عبد الكافي قصابلا يخفى على أحد أنَّ المسألة اليمنية أصبحت عملياً حرباً إيرانية يشنها الحوثيون بالوكالة للسيطرة على مفاصل الحكومة اليمنية وتطبيق الشريعة الفارسية في يمننا المبارك.وقد حاولت إيران أن تزين علاقاتها مع اليمن بألحان المصطلحات الخارجية ولونتها بالمصالح المشتركة ومكافحة الإرهاب وغير ذلك.في حين أنه في باطن هذا النهج أخذت هذه العلاقات على أرض الواقع تأخذ منحاً آخر، فبدأت إيران تخطط وتساوم وتعدُّ وتدعم كأنَّ اليمن أحد ولايات الإمبراطورية الفارسية، وغدت أفعالها تدل على رغبتها في إعادة تنصيب باذان جديد (آخر ولاة الفرس في اليمن قبل الإسلام) وقد لعبت في الخفاء على تدمير الدولة اليمنية وحالها كحال كل المستعمرين، بدأت بتفكيك الجيش وتهميشه عبر جواسيسها وأزلام لؤمها، وحولت صنعاء من عاصمة للسعادة لوجه من أوجه التعاسة، ونزل عليها الحوثيون كقطيع للذئاب في ظل خيانة الراعي وتغيب الرعية.فكانت عصابات الحوثي طعنة غدر مجوسية مسمومة بخنجر يمني في ظهر العالم العربي كتلك التي أخذت بحقدها الفاروق عمر.باتت إيران تنظر إلى صعدة كالبصرة في العراق وتناظر الصدر والحوثي المهام في كفتي ميزان المشروع الإيراني، كما أنَّ حجج كسرى نجسان بتحرير الشعوب وكسر القيود أصبحت واضحة في الرغبة العفنة في مدِّ النفوذ الإيراني للجُزر والمضائق اليمنية، وإقامة نظام شمولي تتزعمه العمائم الناطقة بالبوق الإيراني، كما أنَّ القيود التي تزعم فكها تريد أن تكبل بها دول المنطقة العربية وخصوصاً الخليجية.إنَّ التقية العنصرية للعرب التي تخفيها السياسة الإيرانية تحت عباءتها باتت واضحة كالشمس من خلال أعمالها العدائية على شعوب المنطقة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ودعمها لفصائل ومجموعات تحمل شعارات الولي السفيه وتنفذ أجندات الحقد الساسانية.إنَّ ما يؤلم ليس ما كانت تفعله جيهان السفينة الإيرانية على سواحل اليمن، ولا السرعة في إبرام العقود بين مطار صنعاء و المطارات الإيرانية، إنما ما يحز بالنفس خيانة رأس الهرم وبيعه وطنه حقداً من ثوارها وطلاب الحق، باع جبال اليمن التي استعصت على آلاف الغزاة من أجل أن يورث ويتسلط، استسهل الخنوع مع أن وعورة بلاده أعيت الجحافل والجموع، وأمَّا الحوثيون الذين خالفوا حتى مبادئ مذهبهم ونسوا من كان بالأمس يخرجهم من الملة وتاجروا بعروبتهم من أجل أن يكونوا تبع، لن يرحمهم التاريخ، وكتبوا بخيانتهم لليمن الأسطر الأخيرة لنهاية حقبة الخونة.إننا نعول على الدعم العربي لليمن لمواجهة الغطرسة الإيرانية، وتلك المقاومة التي حررت لؤلؤة الجنوب (عدن) ولابدَّ من قيام حكومة يمنية تنتهج سياسة وطنية بعيدة عن الولاءات الخارجية، واعتماد مبدأ الندية في المحافل الإقليمية والدولية، واعتبار جماعة الحوثي وعصابات الطالح وأولاده جماعات خارجة عن الشرعية اليمنية عميلة لدولة معادية تسعى لتنفيذ أجندات خارجية.كما أنَّ رص صفوف الجبهات الداخلية واحتواء المكونات السياسية أمر له الدور البارز في تعافي اليمن وإعادة السعادة لربوعه، وعلينا ن أنأن نستفيد من أخطاء الماضي ونتذكر دوماً كيف اغتال الحوثيون صنعاء، حيث استغلوا شرعية الساحات وصيحات الشباب وهتافات اليمن، وأعملوا بحقدهم في جسد الدولة اليمنية، وسرقوا ثورة شعب، وعاثوا في صنعاء الإباء الفساد والدمار، وأسقطوها مضرجة بدمائها ولكنها أزالت في آخر أنفاسها للعرب قاطبة قناع قاتلها….